هل البقعة التي تظهر في جلد بعض المواليد سببها توحم الأم أثناء الحمل؟
2014-03-20 11:43:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: هل هناك تفسير علمي للوحام (التوحم أو ما تشتهيه الحوامل من طعام وغيره)؟ وهل من الصحيح أن الوحمة (الشامة) التي تظهر عند بعض الأشخاص تكون أصلا ردة فعل لتوحم الأم أثناء الحمل؟ وهل هناك علاقة بين الأمراض التي تصيب بعض المواليد وما تتوحم به أمه؟
فمثلا: أنا مريض نفسي بمرض الفصام العقلي، وتوجد لدي شامة أو وحمة في الناحية اليسرى من ظهري, هل هذا يعني أن أمي كانت تعلم أنها تحمل جنينا مريضا؟ وهل من الممكن أن نتنبأ بالأمراض التي من الممكن أن تصيب المولود من توحم أمه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اشتهاء بعض الأنواع من الأطعمة هي ظاهرة شائعة جدا في الحمل, فقد أظهرت بعض الدراسات في أمريكا مثلا بأن حوالي 50% من السيدات الحوامل قد شعرن خلال حملهن برغبة كبيرة في تناول نوع محدد من الطعام, واختلفت هذه الأطعمة بأنواعها وأشكالها بشكل كبير جدا.
والتفسير المحتمل لهذه الظاهرة: هي التغيرات الهرمونية الشديدة والحادة التي تحدث في الجسم, سواء كانت ارتفاعا او انخفاضا؛ لأنه قد لوحظ حدوث هذه الظاهرة أيضا عند اقتراب بعض النساء من سن انقطاع الدورة.
فالارتفاع الشديد لبعض الهرمونات في الحمل يؤدي إلى اضطراب حاسة الشم والتذوق عند السيدة الحامل, مما يفسر ميلها إلى بعض الأطعمة أكثر من غيرها, وهو أيضا ما يفسر نفورها من بعض الأطعمة والروائح التي كانت تحبها.
وهنالك تفسير إضافي يقول: بأن اشتهاء الحامل لطعام محدد، والإقبال على تناوله بكثرة, يعني وجود نقص في بعض المواد الغذائية في جسمها, والتي تكون موجودة في هذا النوع من الطعام, مثلا: اشتهاءها لتناول الجزر أو الدراق, قد يعني بأن جسمها بحاجة إلى مادة (البيتاكاروتين)، واشتهاءها للحوم يعني حاجة جسمها للحديد والبروتين، وهكذا.
وإن هذين التفسيرين السابقين يمكن أن يكونا سببا في حدوث ظاهرة الوحم والله -عز وجل- أعلم.
والشيء المؤكد هو: أنه لا علاقة بين ما يظهر من وحمات أو شامات أو أمراض في الجنين, وبين حالة الوحم عند الأم, والربط بينهما غير علمي, وقد شاع تداوله بين النساء, وقد يكون ذلك بسبب حادثة حدثت مصادفة, فمثلا: لنفترض أن سيدة اشتهت العنب في حملها, ثم ظهر عند وليدها وحمة أو ورم جلدي يشبه حبة العنب؛ فإن منظر الوحمة يذكرها بأنها قد اشتهت العنب وهي حامل بهذا المولود، فتعزو ظهور الورم إلى عدم تناول العنب، أو إلى تناوله بكثرة, ولو أتى المولود وليس لديه شامة أو وحمة لما تذكرت الأمر أبدا.
إذا -أيها الأخ الفاضل- لا علاقة مطلقا بين الوحم وبين الأمراض التي تصيب الجنين, وهذا مثبت ومؤكد بالدراسات العلمية, ولو كان هنالك علاقة بين الوحم عند الحامل وبين الأمراض التي ستصيب جنينيها؛ لأمكن لنا تفادي بل وعلاج كثير من الأمراض والتشوهات الخلقية وبسهولة.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء التام والعاجل، إنه سميع مجيب قريب.