القولون العصبي وما سببه من إسهال أعاق حياتي!
2014-03-09 06:49:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أشتكي من إسهال منذ أكثر من 10 سنوات، لكني منذ 3 سنوات ساءت الحالة، ونقص وزني قليلاً، وأصبح الإسهال مرافقًا لألم في جنبي الأيسر، وعملت تحاليل براز ودم، والنتيجة سليمة، وتبين أنه قولون عصبي، لكن هذا الشيء يعيق حياتي كثيرًا، حيث إن الإسهال يستمر يومين ويتوقف، ثم يرجع بعد بضعة أيام، أو بعد أسبوع، ويأتي أيضا عندما أتوتر، أو أرتبك، وعندما أخرج لمكان أتردد على الحمام كثيرًا، علما أن الإسهال لا يوقظني من النوم.
أنا قلقة جدًا، وهذا يؤثر سلبًا عليّ، هل يوجد علاج مهدئ لحالتي غير الليبراكس؛ لأنه يسبب إدمانًا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميلا ميلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
إن الإسهال هو أحد أعراض القولون العصبي، وقد ذكرت أن نتائج تحليل البراز طبيعية، ففي مثل حالتك يجب التأكد من عدم وجود أي أمراض أخرى، إلا أن ما يفرق القولون العصبي عن الأمراض العضوية التي يمكن أن تسبب أعراضًا مثل أعراض القولون العصبي هو أن الإسهال لا يكون في الليل، ولا يوقظ المريض من النوم، ويكون أحيانًا مترافقًا مع المخاط، ولا يكون هناك دم في البراز، ولا يوجد تناقص في الوزن.
وكما تعلمين فإن القولون العصبي مرض شائع جدًا، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.
والأعراض لا تكون بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء، أي أنه اضطراب في وظيفة القولون، وكل التحاليل تكون طبيعية.
وتتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترةٍ معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية، وهذا ما لاحظته أنت، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.
ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولذا فإن تفهّم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
ومهم جدًا أن يعلم المريض أنه مهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات، أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب، أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.
والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر، والقلق، أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخيري الأطعمة التي ترينها مريحة بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.
وعليك أن تتعلمي الاسترخاء، فهذا يُساعدك كثيرًا، فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلسي في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وتفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيها، ثم تأخذي نفساً عميقاً وبطيئاً، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضاً بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرري هذا التمرين خمس مرات صباحاً، وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين، أو ثلاثة، وسوف تجدين أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري-.
بالنسبة للإسهال فإن كان هو العرض الوحيد الموجود فإنه يفضل علاجه بدواء يسمى Loperamide hydrochloride (Imodium): ويتم تناول حبة واحدة، أو حبتين من 2 ملغ مرة واحدة في الصباح، أو بعد حصول أول إسهال، وفي بعض الأحيان يمكن زيادة الجرعة إلى ثلاث أو أربع حبات في اليوم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.