أعاني من الاضطراب ثنائي القطب، ما هو أحسن علاج لذلك؟
2014-02-24 05:24:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
هذه الرسالة موجهة للدكتور محمد عبد العليم، حفظه الله.
أنا أعاني من الاضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وعمري الآن 24 عاماً، تحسنت بصعوبة بالتزامي على علاجي (لاميكتال وويلبوترين)، أتناولهما منذ 3 شهور بانتظام.
لاحظت أن مثبتات المزاج تعمل مبدأ تبليد الإحساس للشخص، بحيث يقل إحساس الإنسان بالعواطف والمشاعر، لاحظت ذلك وقرأت كثيراً من الشكاوى عن هذا الأمر، بالنسبة لي فإني أحمد الله على ذلك، فلا أشعر، أفضل من أن أشعر بشكل سلبي ويائس.
المشكلة تكمن في الأعراض الجانبية الأخرى، فأنا أصبح لدي ما يشبه الزهايمر، الذاكرة القصيرة لدي شبه مفقودة، وأنسى كل شيء مهما خططت له، أحيانا أستيقظ وأنسى أين أعمل وأتذكر بعد دقائق، يوميا أنسى أموراً مهمة للغاية مثل مفتاح الشركة أو محفظتي، وحتى أن تناول أدويتي أيضا!
أنا لا أنوي إيقاف العلاج لذلك، عانيت كثيراً ولا يوجد ما هو أسوأ من الاكتئاب الشديد، لكن أرجو وصف علاج إضافي يجعلني أكثر تركيزاً وقدرة على التذكر ويحسن الذاكرة.
أريد أن أسأل إن كان علي زيادة الجرعة في العلاجين، حيث أني أتناول 100 ملغم من لاميكتال و150 ملغم من ويلبوترين، وأخشى أنه يجب أن أزيد الجرعة كي لا يفقد العلاج مفعوله، ما رأي سيادتكم بذلك؟
وبارك الله فيكم وشكراً جزيلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك أيها الفاضل الكريم على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، وأنا سعيد قطعًا أن أعرف أنه لديك إرادة الإصرار على التحسن، وهذا أمر ضروري جدًّا، والمؤشرات كلها تشير أن التزامك بالعلاج هو التزام ثابت وقاطع، وهذا أيضًا من المفاتيح الرئيسية للتشافي من هذه الحالات، فكن مصمِّمًا وكن عازمًا على أن تكون دائمًا أحسن، ولا تهمل علاجك أبدًا.
موضوع تشتت التركيز وضعف الذاكرة أعتقد أنه قلقي، لا علاقة له بالأدوية، فالـ (ويلبوترين) والـ (لامكتال) أدوية نقية وممتازة، والجرعة التي تتناولها أنت صغيرة نسبيًا، ولا أعتقد أنك في حاجة لأن تزيدها.
الإنسان حين يُصاب بشيء من هذه الأمراض تأتيه بعض الهواجس والوساوس والمشاغل والتوتر الداخلي مما قد يصرف انتباهه عن أمور كثيرة، وهذا قد يؤدي قطعًا إلى تشتت الأفكار وضعف التركيز.
أنت -الحمد لله- مدرك تمامًا لحالتك، وخططك العلاجية واضحة جدًّا، وأنا أرى أن النتائج سوف تكون رائعة من حيث التشافي والتعافي، ولذا أسأل الله تعالى أن يتمّه عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين، ويجعلنا من الشاكرين على العافية.
ليس هنالك ما يُشير لا من قريب ولا من بعيد أن حالتك تُماثل الزهايمر، هي مجرد حالة قلقية وقتية.
أنصحك بالنوم المبكر، هذا يساعدك كثيرًا، وأنصحك بالقراءة بعد صلاة الفجر، حاول أن تقرأ أي موضوع، اتلُ وردك القرآني، ثم اقرأ موضوعا، هذا يقوي من الذاكرة كثيرًا، بعد ذلك الجأ لحسن إدارة الوقت.
اجعل هنالك ركائز أساسية تنطلق من خلالها، مثلا تقول (بعد صلاة المغرب سوف أقوم بكذا، قبل الغداة سوف أقوم بكذا) وهكذا، تكون هنالك نقاط انطلاق تتحرك منها لتقوي من ذاكرتك.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا، الاسترخاء يُشعر الإنسان بالطمأنينة مما يحسن الذاكرة، وممارسة الرياضة بصفة عامة أيضًا فيها خير كثير، والتوازن الغذائي مهم جدًّا.
هنالك دواء يعرف باسم (نتروبيل) محسّن للدورة الدموية الدماغية، ونسبة انتشار الأكسجين، مما يحسن التركيز في كثير من الأحيان، فلا مانع من أن تجرب هذا الدواء، والجرعة هي أربعمائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم ثمانمائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم أربعمائة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
كما ذكرت لك سلفًا أنت لا تحتاج أن ترفع من جرعة اللامكتال أو الويلبيوترين، فهي جرع بسيطة، ومن الواضح أنها نافعة بالنسبة لك.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.