الاكتئاب والعادة السرية.. ما العلاقة؟ وأين العلاج؟
2014-02-19 04:57:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الحادية والعشرين من عمري، كنت محافظًا على الصلاة، ومتفوقًا في دراستي منذ 3 سنوات، ولكن منذ أن أدمنت العادة السرية والأفلام الإباحية ضيعت الصلاة، وتراجع مستواي الدراسي، وتدهورت صحتي.
حاولت الإقلاع عنها مرات كثيرة، وتبت إلى الله، وأقسمت ألا أرجع لها، ولكن غلبني الشيطان، في كل مرة أتوب، فأرجع لها بعد فترة قصيرة، بدأت رياضة كمال أجسام منذ 4 أشهر في محاولة مني للاقلاع عنها، ولكن بدون جدوى، صحيح أن الممارسة قلت عن السابق، لكني ما زلت غير قادر على التوقف.
أحد الأسباب التي تدفعني لها هي قبح مظهري الذي يسبب لي اكتئابًا شديدًا في هذه الفترة من العمر، ويجعلني انعزاليا، لا أحب الاختلاط بالناس. أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف تتيح للشيطان فرصة لينتصر عليك، وأنت قد أكرمك الله تعالى بأن جعلك شابًا مسلمًا له آمال، وله طموحات في هذه الحياة، ولا بد أن يساهم في عمارة الأرض، وأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره؟
يجب أن تقف وقفة صارمة جدًّا مع نفسك، ويجب أن تكون هنالك ضوابط صارمة، وأن تكبح نفسك الأمارة بالسوء، وتتيح فرصة لنفسك اللوامة لتكون هي الضابط والمنظم لأفكارك ولشعورك وسلوكك.
أيها الفاضل الكريم: من أسوأ الدفاعات النفسية القبيحة والمرفوضة دفاع النكران والتبرير، فأنت هنا تبرر، وأنت هنا تنكر، وأنا لا ألومك أبدًا، لكن وددت أن أوجِّهك وأنصحك وألفت نظرك لحقيقة علمية.
ما علاقة قُبح مظهرك بالعادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، وتضييع صلاتك؟ ومن الذي قال لك أن مظهرك قبيح، أنت خُلقت في أحسن تقويم، لا تهتم بالترهات، وسفاسف الأمور، وما يذكر هنا وهناك، جمال الإنسان يأتي من جمال دينه، ونفسه، وخلقه، وعلمه.
صحح مفاهيمك، واقطع حبل التبرير والنكران هذا الذي ذكرته، وواجهه الحقيقة، طهر نفسك، الناس سوف تحبك إذا كنت فعّالاً، وكنت صاحب خلق رفيع، وأحسبك - إن شاء الله تعالى – أنت كذلك.
لا بد أن تتخذ خطوات عملية، أولاً أن تتوقف عن العادة السرية، وأنت تعرف مضارها، وأنصحك بأن تقف عنها تدريجًا، مارسها مرة واحدة في الأسبوع، بشرط ألا يكون هنالك خيال جنسي معين، فقط من أجل الإفراغ المنوي، وبعد ذلك سوف تجد أن قناعاتك قد تحسنت جدًّا بالإقلاع عنها.
تألمت كثيرًا أنك تشاهد الأفلام الإباحية، هذا يجب أن يتوقف الآن، لا يمكن للإنسان أن يشعل نارًا في جسده، ثم يبحث عن الطريقة التي يُطفئ بها النار، هذا لا يمكن.
كيف تضيع الصلاة، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، وهي عماد الدين، إن صلحت صلح سائر العمل، وإن بطلت بطل سائر العمل، وهي ناهية عن الفحشاء والمنكر، هي الواقية، هي المنقية، هي المطمئنة.
انقل نفسك نقلة عظيمة، وكن مع الصالحين، والخيرين من الشباب، وأنصحك بالحرص على بر والديك؛ لأن هذا يفتح لك آفاقًا جميلة على نطاق الدنيا والآخرة - بإذن الله تعالى - .
اجعل لنفسك آلية تنظم بها وقتك، ولابد أن تدير هيكلة أفكارك.
أنا لا أرى مانعًا من أن تقابل أحد أساتذتك في كلية الطب – أحد أساتذة الطب النفسي – سيوجه لك المزيد من الإرشاد، وإن كنت في حاجة لعلاج دوائي ليس هنالك ما يمنع أن تتناول دواء بسيط مثل عقار (تفرانيل) والذي يسمى علميًا باسم (إمبرامين) بالرغم من أنه من مضادات الاكتئاب القديمة، لكنه جيد ومفيد في مثل حالتك هذه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.