هل يمكن أن أعود لدراسة الطب وأكون طبيبا ناجحا بعد عمر الأربعين؟
2014-02-25 23:07:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية كل الشكر لكل القائمين على هذا الموقع المفيد.
دخلت كلية الطب البشري سنة 2000، أي منذ حوالي 14عاما، انقطعت عن الدراسة حتى عام 2003 حيث انتقلت للسنة الثانية في ذلك العام، ثم بعد ذلك -ونظرا لظروف اجتماعية- انقطعت عن الدراسة مرة أخرى نهائيا لفترة طويلة، وعمري الآن 32 عاما ومتزوج، وما زلت في السنة الثانية، ومعظم أصدقائي أنهوا مرحلة الاختصاص وأصبحوا أطباء.
أعيش ظروفا مادية متوسطة الحال، وأرغب بتحسين وضعي المادي والاجتماعي وتأمين مستقبلي ومستقبل أسرتي؛ خاصة أننا في بلد يعيش ظروف حرب منذ ثلاث سنوات.
الآن توجد فرصة للعودة إلى الجامعة، برأيكم: هل ينفع العودة إلى مقاعد الدراسة في هذا العمر؟ خاصة أن المشوار ما زال طويلاً أمامي كطبيب؟ هل ينفع أن أكون طبيباً ناجحاً بعد أن أصبح في عمر الأربعين؟ وكيف سأتعامل مع بقية الطلاب معي؟ خاصة بسبب الفرق الكبير بالسن بيننا، ونظرات البعض بأنني طالب فاشل دراسياً! وما هي نصائحكم؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، وفرج الله عنكم في سورية هذه المحنة الكبيرة.
أعرف عددا من الزملاء ممن بدأ دراسة الطب في سن متقدمة، وبعضهم قريب من عمرك، وما المانع في هذا؟ ويسمى هؤلاء الطلاب عادة (Muture students) الطلاب الناضجون، وربما العقبة الوحيدة ليس طبيعة الدراسة، فما زلت في عمر يمكنك من المتابعة أربع سنوات أخرى، ولكن العقبة هي إيجاد الدخل المالي للصرف على حياتك وحياة زوجتك، فإذا توفر هذا، فلماذا لا تعود للدراسة ومتابعة الطب؟
طبعا هذا إذا كانت عندك الرغبة في هذا، واطمئن فإن السنوات التي فاتت لم تكن ضائعة بلا شيء، وإنما ساعدتك على فهم الحياة، وأتوقع منك عند الالتحاق بالجامعة أن تكون ناضجا عن صغائر الأمور، وبحيث تركز على ما ينفعك وعلى استغلال أوقاتك بالشكل السليم، لتكون طبيبا وزميلا لنا بعد عدة سنوات، ومن يدري؟ فسورية تحتاج إليك كطبيب فالعمل كثير، وما أكثر الجرحى والمصابين.
إذا قررت في النهاية أن لا تتابع دراستك، وأن تعمل شيئا آخر، فسورية في حاجة إليك أيضا مهما كان عملك، وربما لا يفيد أن تشعر بأنه لا خيار لك إلا الطب، لأن هذا الموقف سيجعلك تدرس شيئا ليست عندك الرغبة الشديدة فيها، بينما الخيارات كثيرة ومتعددة.
وفي النهاية، ومهما كان قرارك الأخير، أدعو الله تعالى لك بالتوفيق، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.