زوجي يريد أن يطلقني بعد خمسة أشهر لأن شكل جسمي لا يعجبه
2014-01-30 01:18:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أمر بأسوأ حال، وأقسى فترة في حياتي، ولله الحمد على كل حال، بعد خمسة أشهر من زواجي، ها هو زوجي يريد أن يطلّقني والسبب أن جسمي لا يعجبه، وصدري ليس كبيرا كما كان يشتهي، لم يفاتحني بموضوع كهذا قبل الزواج حتى أنني فكرت أنه مترفع عن هذه الشكليات، صبرت معه خمسة أشهر وهو لا يقترب مني كثيرا، ولا يتصرف معي كما يتصرف الأزواج، مع العلم أنني حاولت بكل الطرق أن أتقرب منه وأثير إعجابه، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ يبتعد عني، وهو مهموم وحزين طوال الوقت ثم طلب مني أن نبتعد لفترة أبقى فيها عند أهلي، ثم ها هو يتصل بي ليصارحني بالحقيقة التي أوجعتني، وقصمت ظهري وشتتت قلبي، تخلى عن كل فضائلي وديني وأخلاقي، ومعاملتي الممتازة لأهله وحب الناس لي، وكل شيء مسحه وتشبث في شكل جسمي النحيف وصدري الصغير، أليس هذا ظلما؟ ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونؤكد لك أن الفتاة المصلية الناجحة المحبوبة عند الناس لن تفشل في حياتها، ولن يصعب عليها هذه الحياة، ونسأل الله أن يلهمك الصبر والسداد والرشاد، ونذكرك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
ونحب أن نؤكد لك أن هذا الزوج الذي تعامل بهذا الجهل مع هذا الموقف لن ينجح في حياته، لأنه لن يجد امرأة بلا عيوب، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كرهَ منها خُلقا رضيَ منها آخر) فلو تزوج ألف مرة فسيجد في زوجاته من العيوب ومن النقائص ما يجد، كما أننا معشر الرجال لا نخلو من النقص والعيب، والإنسان لا يجد امرأة كاملة، لكن الدين والأخلاق والسمعة الطيبة، هذه هي الصفات الجميلة التي وجدها فيك لكنه جحدها.
فلا خسارة عليك، وليس هناك داع لأن تتأثري حول هذه المسألة، وليته صبر، فإن المرأة بعد الزواج – خاصة لو حدث حمل – فإن مظهر الصدر يتغير ليكون مكانًا لغذاء الطفل القادم، المسألة كانت تحتاج منه إلى وقت، كما أن البنت دائمًا بعد زواجها يتغيَّر شكل جسمها، ويبدأ جسمها في الانتفاخ والزيادة، فتأخذ وضعها وصورتها الجيدة، لكن هذا الشاب لم يصبر على هذه الأشياء، ويبدو أيضًا أنه لم يسأل الكبار من أهله حتى يستفيد من مثل هذه النصائح، وهو سيخسر كثيرًا.
فهوني على نفسك، واعلمي أن هذا الرجل إن كان فيه خير فسيعود إلى صوابه، وإلا فمفاتيح النجاح أمامك ستكون كثيرة، فلا تلتفتي للكلمات التي قالها، ولا تتأثري بما أشار إليه، واعلمي أنه لا توجد فتاة إلا وعندها نقائص، ولكن كما قلت أنت وأحسنتِ، فإن المرأة ينبغي أن تعرف كيف تُبدي مواطن الإثارة والجمال في جسدها، ولذلك نحن نقول: كل امرأة جميلة، لكن هناك امرأة لا تعرف إظهار المحاسن، حتى المتبرجات في الطريق إذا كان في رجلها عيبًا فإنها تلبس جوربًا، وإن كان في يدها عيبًا فإنها تلبس قفازًا، يعني يحاولنَ دائمًا ألا يُظهرنَ إلا الجميل، فإذا فعلت هؤلاء الشقيات ذلك في الحرام، فنحن ندعو بناتنا الفاضلات المتزوجات إلى أن تتفنن في إبراز مفاتنها ومواطن الجمال في جسدها، فإن الجمال يوزّع في جسد المرأة، والمرأة الماهرة هي التي تُحسن إظهار جوانب التميز في جسدها وفي حياتها.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونشعر بأن الأمر - إن شاء الله تعالى – سيكون فيه خيرًا لك، فاتقي الله، واصبري، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، ولا يستحق مثل هذا الزوج الذي لا يعرف الفضائل أن تحزني عليه طويلاً، واعلمي أن الله سيعوضك خيرًا، فإن الله هو القائل: {فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وندعوك إلى أن تشتغلي بالطاعة وبالعبادة وبنجاحاتك في الحياة، وباللجوء إلى الله، ولن يقدر الله لك إلا الخير.