وسواسي وخوفي من الموت جعلني أفسر حلما أدى إلى تضاعف خوفي
2014-02-04 01:42:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في العشرين من العمر، طالبة جامعية سورية مبتعثة إلى دولة عربية بعيدا عن أهلي وعائلتي، منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت وساوس الخوف من الموت بالظهور معي، وخصوصا قبيل النوم، أتلفت يمنة ويسرة ظنا مني أن ملك الموت قد ظهر ليأخذ روحي، والأسوأ من ذلك هي أحلامي التي بدأت تراودني بكثرة، حيث كانت تتمحور حول الحرب والقصف وما إلى ذلك.
قبل عدة ليال رأيت حلما بأن ملك الموت قد ظهر لي لكنه لم يقبض روحي، خفت كثيرا ومن ثم قررت أن أفسر الحلم، وبالفعل فسرته فلم يكن تفسيره سيئا، لكن الأحلام السابقة أنا أدرك أنها من الشيطان لأجل أن يفزعني، أو أنها نابعة من مخاوفي التي أفكر فيها بكثرة، لكنني قمت بتفسيرها وكان التفسير يدل على قرب موتي، لا أعلم إن كانت أحلامي مطابقة لما قرأته، فأنا لم أفهم معنى الحلم في الكتاب جيدا حينما قرأت التفسير.
سؤالي هنا: هل يقع الحلم المفسر وإن كان فسر بغيره؟ وهل ما يقع هي فقط الرؤيا أم أيضا الأحلام التي تكون من الشيطان؟ وما الحل الأمثل للتخلص من هذه الوساوس؟
لدي امتحان غدا لكني لم أستطع أن أدرس، أصبت بحالة من الهلع إذ أن أعمالي في سنوات حياتي الماضية ليست جيدة بالقدر الكافي لأقابل ربي، هل أستطيع أن أعوض عن كل حياتي في عدة أيام أو أسابيع؟
أرجوكم أريد حلا فأنا وحيدة هنا، وأخاف أن أموت وحدي، ولا أستطيع تدبر أموري بالذهاب إلى أخصائيين نفسيين، ولا أجرؤ على إخبار أهلي حتى لا أخيفهم، وسفري بعد عدة أيام لكنني خائفة من أن يحصل أمر سيء في الرحلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين بالفعل من مخاوف قلقية، ولديك أيضًا درجة بسيطة مما نسميه بعصاب بعد الصدمة، وهذا ناتج من الأحداث المؤلمة والمؤسفة والممزقة للقلوب التي تجري في سوريا.
إذا تشخيص حالتك هي قلق المخاوف المصحوب بدرجة بسيطة من عُصاب ما بعد الصدمة، والأحلام المزعجة والقلق والتوترات وعدم الشعور بالطمأنينة، كلها جزئيات من هذه المتلازمة التي تعانين منها.
بالنسبة للأحلام -أيتها الفاضلة الكريمة-، أرجو ألا تشغلي نفسك بها، لا تدخلي في هذا الدهليز المظلم أبدًا، توكلي على الله تعالى فهو خير حافظ، واسألي الله تعالى خير الأحلام، واستعيذي به من شرها، واتفلي ثلاثً على شقك الأيسر حين تأتيك هذه الأحلام المزعجة، ولا تحكيها للآخرين، هذا هو التعامل معها وليس أكثر من ذلك.
أنت محتاجة أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وبما أنك لم تستطيعي الذهاب لمقابلة المختص فأنا أقول لك: يمكن أن ترجعي إلى استشارة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015)، فيها الكثير من التوجيهات الجيدة والبسيطة التي إذا طبقتها سوف تستفيدين منها كثيرًا.
أنت محتاجة لعلاج دوائي بسيط، هناك دواء يعرف باسم (تفرانيل) واسمه العلمي (إمبرامين)، دواء بسيط ورخيص جدًّا، إذا حصلت عليه من الصيدلية، تناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبتين، تناوليها بمعدل حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرين، ثم تناوليها حبة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء البديل للإمبرامين يعرف باسم سيرترالين، واسمه التجاري (زولفت) قد يكون دواء أفضل لكنه قد يكون مكلفًا بعض الشيء، إن تيسر لك فاحصلي عليه، والجرعة هي أن تبدئي نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
اصرفي انتباهك -أيتها الفاضلة الكريمة- تمامًا عن كل هذه الأفكار والوساوس والقلق، وأشغلي نفسك بدراستك، وعليك بالصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والتواصل مع من حولك من الفتيات، واسألي الله تعالى أن يحفظك، وأن يجعلك من الناجحات والصالحات.
باركَ الله فيك وجزاك الله خيرًا.