أشعر ضغط نفسي بسبب سكني مع أهل زوجي وتدخلهم في حياتنا وتحيزه لهم
2014-01-29 22:38:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
متزوجة منذ سنة، وأعاني من ضغط نفسي بسبب مشاكلي الزوجية، ولا أعرف كيف أتصرف لعلاجها، زوجي أكبر إخوته والمسؤول ماديا عن الأسرة، ونحن نسكن وسط أسرته بغرفة، رغم أنه قبل الزواج قال أننا سنسكن وحدنا، إلا أن ظروف حملي وولادتي حالت دون ذلك، أخلاقه طيبة وهو مهذب، وأسرته مترابطة جدا وخصوصا من جهة والدته وخالاته، إلا أن تعامله مع بنات خالاته خارج حدود الدين، وعندما سألته عن ذلك، قال أنهن مثل أخواته، وقد تربى معهم بذات البيت، لدرجة أنه قد يسلم عليهم بالأحضان أحيانا.
ومؤخرا لاحظت وجود استحسان، وشيء من الخصوصية في علاقته مع إحدى بنات خالته التي تزوجت مؤخرا، ولم يكن هذا الاهتمام موجودا منذ زواجنا، وهو يبرر ذلك بأنها طبيعة علاقته بأهله ويصعب تغييرها، وأنا أتحرج من مناقشة الأمر معه بخصوص شخص معين، وأعمم النقاش بخصوص علاقته مع أهله، مع العلم أن والدته تستحن هذا الإعجاب، وتبدي اهتماما لوجود بنت أختها، وتختلق زيارة أهلها بصحبة زوجي وأنا أشعر أنها تفعل ذلك لإزعاجي.
إضافة لذلك، بعد إنجابي لابنتي أصبحت شديدة التوتر، وأعاني من القلق؛ لأن أم زوجي وأخته تتدخلان في كل ما يتعلق بالمولودة بغرض المساعدة، لكن تصاب الطفلة بنوبات بكاء شديدة عندما تفتقدني، لأن عمرها 3 أشهر، فتبدأ حماتي في تشخيص أن لديها مغصا أو مرضا ما، وتبدأ في علاجها ثم يتضح أنها لا تعاني من شيء بعد أن أحملها، ويتكرر ذلك يوميا مما يرهقني ويرهق أعصابي، وعند إخبار زوجي بذلك يؤيد رأيي، لكن يقول لي أحيانا استجيبي لأمي، أنا أحترم أمه، وعلاقتنا قبل الولادة كانت ممتازة، إلا أن طفلتي تصاب بالمغص أحيانا لأنها تحاول إرضاعها حليبا، رغم أن رضاعتها الطبيعية جيدة، مما يزيد استيائي منها، وأواجهها بكلام حاد.
طلبت من زوجي الذهاب لبيت أهلي فرفض، أشعر أن ليس لي خصوصية، وعندما أخبرت زوجي بشعوري، ذكر أنه لا يستطيع أن يوفر لي أكثر من ذلك ماديا، هو متحيز إلى أهله، وقال: افعلي ما تريدين. ثم عاد واعتذر مني. أصبحت أشعر بالظلم لأنه أتيحت له فرصة للسفر إلى إحدى الدول العربية القريبة لمدة 3 سنوات، لكن رفض لأنه لا يريد الابتعاد عن والديه المريضين، وأنا ما زلت على حالي، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NOOR حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يحفظ هذا الطفلة وأن يُنبتها نباتًا حسنًا، ونحب أن نؤكد لك أن تعامل الجدة مع هذا الحفيدة ينبع من حبها وحرصها، فعليك أن تُسايريها، ولا تأخذي الأمور بهذه الحساسة، واحرصي على إشباع طفلتك، وكوني إلى جوارها حتى لا تبكي فتضطر الجدة إلى التدخل.
واعلمي أن اهتمامهم بالطفلة نابع من حبهم لها، والتي هي بنت لابنهم، وهي بنت لك أيضًا، فينبغي أن تأخذي الأمور بمنتهى البساطة، وهذا أمر طبيعي، فلا تحملي الأمور فوق طاقتها، والله تبارك وتعالى سيحفظ هذه الطفلة الصغيرة، ولا نريد أن تدخلي في مشادات لأجل هذه الطفلة، لأن هذا قد يدفع أهل الزوج إلى العناد، وإلى التمادي في فعل أشياء لا تُحبين فعلها.
لا ننصح كذلك بتكليف هذا الزوج بالإساءة إلى أهله، أو الدخول معهم في مشاكل، لأن هذا سيعقد المسألة، ويكفي أن يُقدر معاناتك، ويكفي أن يعترف بالأخطاء، هذا كاف، لأنك بحاجة إلى دعم معنوي، لكنا لا ننصح بأن تطالبيه بأن تخرجوا في هذه الظروف، أو بأن يسافر ويترك والده ووالدته وهم في مرض وهم بحاجة إليه، ونؤكد لك أن حرصه على أهله –خاصة الوالدين– مما يصب في مصلحة الأسرة الوليدة، فإن البر يتوارث، وأنت أول من يكسب من وراء بره لوالديه، فنسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
أما بالنسبة لعلاقته ببنات أهله، فهي علاقة لا تجوز من الناحية الشرعية بهذه الطريقة، ولكن نتمنى أن تناقشيها باعتبار البعد الشرعي، ولا تُشعريه أنك تغارين، لأنه عنده بنات خالات واختارك أنت، ورضيك أنت، فأنت الزوجة، ولذلك ينبغي أن تأخذ هذه المسألة حجمها، واعلمي أنه يخالف شريعة الله قبل أن يُشعل عندك نيران الغيرة، لذلك ينبغي أن يكون نصحك له من منطلق الشرعي، اطلبي منه أن يسأل العلماء، أن يسأل علماء الدين في طبيعة هذه العلاقة بين بنات الخالات، واستمري في عدم التحديد، ومهما فعل ومهما كانت العلاقة، ومهما كانت طريقة السلام، فإنك أنت الأصل، وأنت التي اختارك لتكوني زوجة وأُمًّا لعياله، فلا تعطي الموضوع من هذه الناحية أكبر من حجمه، مع أنه من الناحية الشرعية كبير، إلا أنها مخالفة لشريعة الله تبارك وتعالى، فما ينبغي أن تفهمي أنهم يريدون أن يغيظوك أو نحوه، خاصة وأنت قلت هذا خطأ مستمر قبل أن تكوني معهم، وقبل أن تأتي لهذا البيت.
أكرر مرة ثانية: ما يحصل منه خطأ، ولا يمكن أن يُقبل من الناحية الشرعية، ولكن المناقشة ينبغي أن تكون بحكمة، ونسأل الله أن يعين الجميع على طاعته، وأرجو ألا تحرصي على أن تطالبي بالخروج علنًا لأن هذا يُفهم على أنك لا تريدينهم، والشيطان حاضر ليغرس العدوات وينقل الصورة الخاطئة، فنسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.