كتم نفسي أثناء الأكل وشعرت بالموت، ومن يومها وأنا أعاني.
2014-02-01 23:08:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 24 سنة، متخرجة، غير متزوجة.
قبل ثلاثة أسابيع حصل لي موقف: فجأة كنت آكل فكتمت واللقمة في فمي، ولثوان شعرت بأني أموت، ومن بعدها تحدث لي الكتمة وأنا جالسة مع أهلي وأقربائي، وتصحبها ضيقة لا أعلم سببها؟
كل ما أشعر به هو أني سأموت، وشهيتي للأكل كانت سيئة وتحسنت و-الحمد الله-، لكني الآن ليس لي طموحات في المستقبل، ولا أريد شيئا.
حاليا يمشي يومي مع الأهل، وأفعل لهم كل ما يريدون و-الحمد الله-، لكن أنا لا أفعل شيئا أنا أريده.
ما هو الحل، جزاكم الله خيرا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ norah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك حدث مفاجئ حدث لك، وهو انقطاع نفسك أثناء الأكل، وهذا بالفعل شعور فظيع ومخيف؛ لأن هنالك تأثيرًا عضويًا مباشرًا على عضلات البلع، وبالفعل يحس الإنسان أن الأكسجين لديه قد انقطع، وهذه الكتمة الشديدة مخيفة، يجب أن نعترف بذلك جميعًا، لكنه أمر يحدث، وليس فيه خطورة؛ لأن الإنسان يستطيع أن يتدارك ذلك وينتهي الأمر على هذا.
هذه الحادثة من حيث القيمة النفسية نعتبرها مهمة، يعني هي التي تسببت في مشاعرك اللاحقة المتمثلة في انخفاض شهيتك للأكل، والخوف من الموت، وتطور الأمر لدرجة أنه وصل لأن أصبحت طموحاتك حول المستقبل ليست كما تريدين.
لا شك أن هذا الأمر قد انتهى – أيتها الفاضلة الكريمة – وليس هنالك أبدًا ما يدعوك لتصعيد الأمر لهذه الدرجة ليؤثر على طموحاتك وعلى مستقبلك، الأمر انتهى تمامًا، واحمدي الله تعالى أن الأمور كانت سليمة، وعليك بالتناسي، وألا تتخوفي أبدًا من موضوع البلع، بل على العكس تمامًا حاولي مضغ الطعام لفترة أطول، وهذا يُشعرك باسترخاء؛ لأن عملية البلع تكون سهلة جدًّا، وإن شاء الله تعالى تنتهي المخاوف، يعني: نريد أن يحدث لك نوع من التطبع والتواؤم مع الحدث المخيف الذي حدث لك.
وإذا قمت بمضغ الطعام لمدة أطول نسبيًا سوف تحسين باسترخاء كبير جدًّا، هذا الاسترخاء يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي؛ أي أن العلاقة ما بين الحادثة التي حدثت لك وما نتج عنها من مخاوف سوف ينقطع تمامًا.
عيشي حياتك بطموح وبقوة وبإصرار، أنت الحمد لله تعالى متخرجة، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، كوني مدبرة لأمورك، وكوني طموحة، ولا تؤجلي الأشياء، والإنجاز الوقتي يعطي شعورًا كبيرًا جدًّا بالرضا والإشباع الداخلي؛ مما يُحفز الإنسان من أجل المزيد من الإنتاجية والتفاؤل.
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.