كيف أكون اجتماعياً ولا أخاف من الآخرين؟
2014-01-22 01:01:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي حكيم من اليمن، وبعمر 27 عاما، متزوج، طولي 178، وزني 51 كلغ.
أعاني من الرهاب الاجتماعي، لدرجة أني أفقد بعض الأحرف في كلامي أمام شخص مسؤول، كما أني لا أستطيع مطالبة أي شخص أقرضته مالاً أو أي شيء آخر، رغم أني أعرف أنهم قادرون على الدفع، كما أنني أتنازل عن سعادتي لأجل سعادة الآخرين، فأعيش بدون راحة، لا أستطيع أن أقول لا.
أشعر بنوبة قلق تصيبني في بعض الأوقات، ولا أدري ما السبب، فلا أرد على اتصال والدي، كما أن ثقتي بنفسي معدومة تماما، كما أني لا أستطيع أن آمر بالمعروف أو أنهى عن المنكر، وهذا يؤلمني، لست أدري هل هو الجبن؟ كما أني أرتجف بشدة عند أي شجار أو عراك، وتتسارع دقات قلبي حتى وإن كنت على حق، أو كان المتعارك معي أصغر مني سنا، أخاف من مواجهة المشاكل.
أنا حساس جدا لأبسط الأشياء، فقد تكون كلمة أو نظرة، سواء أكانت من صغير أو كبير، وأي شخص أتعارك معه سواء أكان الشجار كلاميا أو غيره، لا أريد مقابلة هذا الشخص، ولا أريده أن يراني فأتهرب من ملاقاته، حتى ولو كنت أنا على صواب، أخاف كثيرا من كلام الناس علي.
كما أني أعاني من التسويف، وهذا أثر على دراستي، وسرعة النسيان وعدم التركيز، فهل تنصحونني باستخدام (فلوبنتكسول)؟
حياتي على شفى جرف، وجزاكم الله الخير كله، عاجله وآجله قريبه وبعيده.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا متأكد أيضًا أنك تملك الكثير من السمات الجميلة والصفات الحسنة، صيغة رسالتك تدل على ذلك، وكل الأعراض التي ذكرتها بالرغم من أنها سلبية، لكن أنا متأكد أن لديك ميزات إيجابية -كما ذكرت لك-، فمن الواضح أنك شخص حساس وتبحث عن المثالية، وصاحب ضمير يقظ، وهذا كله خير أيها الفاضل الكريم، فأرجو ألا تنظر لنفسك نظرة سلبية مطلقة، على العكس تمامًا ابحث عن الإيجابيات، وذلك من خلال تدارس شخصيتك وميزاتك، واسعَ دائمًا لتطوير نفسك.
التركيز على ما هو سلبي في المشاعر أمر مؤلم جدًّا، وكثير من الإخوة والأخوات تكون لديهم مميزات جميلة، لكن يعممون السلبيات على أنفسهم، والسلبيات يجب أن نجعلها تخصصية، بمعنى: إذا كان لديَّ مشكلة أو لديَّ إخفاق في جانب معين، يجب أن أتعامل مع هذا الجانب لوحده، ولا أعممه على حياتي.
أخِي الكريم: كن تَخصصيًا حول سماتك السلبية، وكن تعميميًا حول ما هو إيجابي، اجعل الجميل هو شعارك، والتحفز الإيجابي، والإنتاجية، وأن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، هذا كله طيب وجميل وحسن.
أنت قطعًا محتاج لعلاج دوائي والفلوناكسول لا بأس به كعلاج مساعد، لكنك تحتاج - من وجهة نظري – إلى دواء آخر مثل السيرترالين والذي يعرف باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) وربما يوجد تحت مسميات أخرى في بلدكم الكريم (اليمن) المهم اسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (سيترترالين) والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرين مليجرامًا كجرعة بداية، وبما أن السيرترالين يأتي دائمًا في شكل خمسين مليجرامًا، تناول نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما الفلوناكسول كدواء مساعد فأرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، لكن تستمر على السيرترالين بنفس الكيفية التي وصفتها لك.
أخِي: لا بد أن تتخذ خطوات عملية إيجابية في حياتك، من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة الجماعية، وزيارة الأرحام، والحرص على صلاة الجماعة، هذا كله يعطيك قوة وثابتًا - إن شاء الله تعالى - .
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.