أخي يضايقني بتصرفاته بعد حدوث قطيعة بيني وبينه!
2024-01-16 00:53:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله يسعدكم ويوفقكم.
أنا بعمر 16 سنة، مشكلتي: تقريباً قبل سبعة شهور تشاجرت مع أخي الذي يبلغ من العمر 18 سنة، ومن ذلك اليوم إلى الآن ونحن لا نتكلم مع بعضنا، الموضوع كان تافهاً، لكنني لا أدري لماذا طالت القطيعة بيننا.
المشكلة: هي أنه يضايقني بالبيت بشكل لم أعد أطيق معه البيت، يغضبني بحركاته وكلامه، وقبل أن تحدث بيننا القطيعة، كنا 24 ساعة مع بعض، وفجأة لم نعد نتكلم، وحتى قبل المشكلة كان يضايقني بتصرفاته وبكلامه.
أنا طبيعي عندي إن تصالحنا أم لا، المهم أني أريد ألا يضايقني، وللعلم هو لا يتصرف معي وحدي فقط هكذا، إنما مع جميع إخوتي، لكن غالباً معي، هذا الموضوع منذ تشاجرنا وأنا أفكر فيه، ولا أعرف كيف أتصرف! أتمنى أنكم فهمتم قصدي، والله يوفقكم على موقعكم الجميل.
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونتمنى أن تتعاملي مع شقيقك الأكبر بلطف أكثر، فهو أكبر منك سِنًّا، وستعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي، ونحب أن نؤكد أن جزءًا من هذا الأمر طبيعي، فإن الشباب –الولد الذكر – في فترة المراهقة، يعني هذه الفترة أو قبلها بقليل يكون عنده احتكاكات مع إخوانه وخاصة مع أخواته، لأنه يتجه إلى مركز الذكورية ويريد أن يتخذ الشخصية الأخرى، ويظهر ذلك في نفوره، وبعض العداء مع أخواته الإناث، وهي مرحلة عمرية سيتم تجاوزها بحول الله وفضله ومنَّه.
نتمنى باعتباره هو الأكبر أن تقدمي له الاعتذار، وتحاولي أن تجتهدي في معرفة الأسباب التي تجعله يتوتر، ولا شك أن البيت أيضًا –الوالد والوالدة– لا بد أن يُعطوه مكانته، ويعاملوه معاملة الشخص الكبير المسؤول -وهو كذلك- ويحملوه بعض المسؤوليات، ويعطوه مساحة من الحريات، ويعطوه شيئًا من الثقة. ونتمنى أن يكون مطيعًا لله تبارك وتعالى، وأن ينال في البيت مكانته، فهو في مكانة يحتاج أن يُحترم فيها ويُقدر، ويحتاج فيها إلى أن يُشفق على إخوانه وأخواته، ويتلطف بهم، ويقرب لهم البعيد، ويكون في خدمتهم ومساعدتهم.
لا أظن أن في الأمر إشكالاً، ولكن حاولي أن تعرفي وتتعرفي على أسباب هذا النفور الحاصل بينكما، وإذا كان الوالد والوالدة يفضلونك عليه، ويقدمونك، فقد يكون هذا هو السبب، فأنت اطلبي منهم أيضًا أن يقيموا العدل، وأن يعطوه مكانته، ولكن ليس هنالك أي داع للانزعاج، فكثير من البيوت يحصل فيها مثل هذه المواقف التي في النهاية -إن شاء الله تعالى- لن تؤثر على الأخوة الجامعة، فأنتم إخوة في الإيمان، وإخوة بالرحم والصلة، وأيضًا لكم أهداف مشتركة، وفي منزل واحد، نسأل الله أن يُسعدكم بالخير.
نتمنى أن تعمّروا البيت بالأذكار – أذكار الصباح والمساء – حتى يخرج الشيطان، فإن الشيطان يدخل في البيوت ليُشعل العداوات ويُشعل النفور بين الإخوة والأخوات، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الأخ إلى الصواب، عليك باللجوء إلى الله، فإن قلب هذا الشقيق وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويصرفها، فنسأل الله أن يجعل الألفة والمحبة بينكم، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.