أعاني منذ صغري من الرهاب الاجتماعي، والخوف من مواجهة الناس!

2014-01-22 03:29:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 27 سنة، حساسة جدا وأعاني منذ صغري من الرهاب الاجتماعي، والخوف من مواجهة الناس أو حتى التحدث معهم، والخجل الشديد حتى في أتفه المواقف، يصبح لون وجهي مثل الطماطم بشكل كامل وليس الخدان فقط، والكل يلاحظ ذلك ويسألني عن السبب، مما يجعلني أتفادى حضور أي لقاءات أو اجتماعات عائلية أو التحدث مع الناس الأغراب، لأنه بمجرد السلام يصبح لون وجهي أحمر بشكل ملحوظ.

حاولت أن أتخلص من هذا الرهاب وذهبت لطبيب نفسي، وكان يعالجني بالتنويم بالإيحاء، استمررت لمدة 5 جلسات ولم أر أي تغير أو فرق ولو بسيط.

أنا أشتغل على نفسي وأحاول أن أختلط مع الناس أثناء عملي، ولكن يبقى عائق الخوف من مواجهة الناس، واحمرار الوجه يجعلني في كل مرة أتفادى هذه المواقف هربا من تعليقاتهم على احمرار وجهي وخجلي.

تعبت من معاناتي التي بسببها أخسر الكثير من الفرص في العمل، فمنذ أول لقاء لي بأي مقابلة يقولون لي: إن خجلك سيكون هو العائق في عملك، لأن عملي يتطلب التعامل مع العملاء، والتحدث معهم وحل المشاكل، وأنا من أول التعارف يلاحظون علي احمرار وجهي وخوفي وتعرقي.

قرأت كثيرا عن حبوب الزولفت وحبوب إندرال واشتريت الدواءين، ولكن لا أعرف كيف أستخدمهما لحالتي، حبوب زولفت عبارة عن كبسولات خمسين مليجرامًا.

هل يجب أن أفرغ محتوى الكبسولة وأستخدم فقط 25 مليجراما؛ أم أستخدم 50 مليغراما كاملة؟ وكم مرة في اليوم؟

جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد أن تواجهي قلق المخاوف والرهاب بشيء من الإصرار والتحقير، ولا تراقبي نفسك كثيرًا، فتغير لون وجهك قطعًا مزعج لك، لكني أؤكد لك أن هنالك مبالغة في مشاعرك في الطريقة التي تؤولين بها زيادة لون الوجه، هذا مجرب وثابت، فالتجاهل إذًا هو عنصر أساسي جدًّا من عناصر العلاج، وكذلك الإصرار على المواجهات والإكثار منها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأراه مهمًّا وضروريًا جدًّا، والزولفت - والذي يعرف علميًا باسم سيرترالين - ما دام في شكل كبسولات استخدمي خمسين مليجرام مباشرة، نحن دائمًا ننصح الناس بأن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا، هذا لمجرد التحوط ولئلا تحدث أي آثار جانبية، أو لا يشعرون بها مطلقًا، وحتى جرعة الخمسين مليجرامًا أصلاً هي جرعة البداية الصحيحة والمقبولة، فابدئي في تناول الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا (كبسولة) ليلاً بعد الأكل، واستمري على هذا المنوال لمدة شهرين، إذا لاحظتِ تحسنًا معقولاً تناولي الدواء لمدة أربعة أشهر لتكملي ستة أشهر، بعد ذلك تناولي الدواء بجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.

أما بعد مضي شهرين إذا لم تحسي بتحسن حقيقي فاجعلي الدواء كبسولتين في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة، فإذن تكون الجرعة الكلية هي مائة مليجرام، وهذه ليست جرعة كبيرة، لأن الزولفت يمكن استعماله حتى أربع كبسولات في اليوم - أي مائتي مليجرام - لكن لا أرى حاجة لهذه الجرعة.

إذًا تُرفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وذلك بعد شهرين من بداية العلاج إذا لم تحسي بالتحسن الحقيقي، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، والدواء لا شك أنه سليم وفاعل جدًّا.

أما بالنسبة للإندرال فهو دواء مساعد، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، لكن هناك أمر وهو: لا يُسمح باستعماله للذين يعانون من الربو.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تستفيدي من طبيعة عملك، لأنه خير أنواع المواجهات، وكوني يقظة على النطاق الاجتماعي، واذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وإذا سمح وقتك بالانخراط في أي عمل اجتماعي أو آخر فهذا أيضًا يعطيك ثقة كبيرة جدا في نفسك، ويزيل عنك الخوف والرهاب إن شاء الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net