أأقبل بالزواج ممن تقدم لي أم أنتظر الأفضل؟
2014-01-22 01:16:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري, أنهيت الماجستير مؤخرا, وأعمل -والحمد لله- تقدم لي شاب متدين، ذو خلق، حالته المادية متوسطة، ومستواه التعليمي أقل مني, ولكنه يفكر بإكمال دراسته إذا وجد منها عائدا, وخصوصا العائد المادي.
مشكلتي هي: منذ حوالي ثلاث سنوات، شاب من معارف وأنساب العائلة قد تكلم (ليس بشكل رسمي) وأبدى إصراره على التقدم للزواج، وقد أخبر هذا الشاب (عن طريق الانترنت) أحد أقاربي برغبته بالتقدم إذا استطاع المجيء لبلد إقامتي، أهل هذا الشاب في بلدنا، وهو يدرس حالياً الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية، حاول المجيء لبلد إقامتي مرارا, ولكن لم يستطع بسبب صعوبة منح فيزا زيارة لجنسيته, وانشغل حاليا بدراسته، هذا الشاب أيضا على دين وخلق، ولكنه يتميز عن الشاب الأول بأنه أكثر طموحا, وأكثر علما, وربما ثقافة، أضف إلى ذلك بحكم معرفتنا فيه فأنا متأكدة من صفاته, سواء أكان كرما, أو ثقافة, أو طيبة, أو تفهما.
أنا الآن أقف في حيرة عاجزة عن أخذ قرار, فالشاب الأول ينتظر ردا بالموافقة أو عدمها, وقد استخرت ولم أجد ما يمنعني من الارتباط به، على الأقل من ناحية دينه وخلقه, ولكن الشاب الثاني لا يزال يبدي إصراره, ويحاول أن يخطو خطوة جدية لخطبتي.
لا أخفيكم علماً بأني أفضل الشاب الثاني؛ لأني -كما قلت آنفا- متأكدة من صفاته وآرائه, وهو أكثر علما وطموحا ونجاحا, لكن في ذات الوقت سبقه بالتقدم رسميا من يساويه في الدين والخلق، لا أدري ما نصيحتكم لي، حيث إنني كلما قررت الموافقة على الشاب الأول أتراجع! أضف إلى ذلك بأني رفضت الشاب الأول, وأبلغت عائلته بالرفض لكن عاد للتقدم بعد أيام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونهنئك على الشهادات العلمية والتفوق الدراسي، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.
ونحب أن نؤكد لك أن المرأة رغم شهاداتها بحاجة إلى زوج يؤويها، والرجل مهما نال من شهادات بحاجة إلى امرأة يسكن إليها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ونحب أن نعرف رأي الأسرة والعائلة، فالرجال أعرف بالرجال، والشاب الجاهز للزواج طالما وُجد الدين ووجد الأخلاق، الشاب الجاهز للزواج هو الأولى وهو الأحرى، خاصة إذا اصطحبنا سهولة المسألة من الناحية القانونية، ومن ناحية وجوده واستعداده للزواج.
وأعجبنا تكرار المحاولة منه، وهذا دليل على أنه يعرف ماذا يريد، ودليل على أنه متعلق بك، ولذلك أرجو أن ترجحي هذا الأول إذا وافقت العائلة، إذا كان هذا هو رأي العائلة أيضًا، فأهل الفتاة هم أحرص الناس على مصلحتها، وهم أولى الناس بها، ومسألة الشهادات العلمية والمؤهلات أولاً يستطيع أن يتحصل عليها، والأمر الثاني: المهم في الرجل ليست الشهادات بقدر ما يكون المهم نجاحه في التواصل والتعاون والحضور المجتمعي والمشاركة مع الناس، فالمرأة لا تتزوج في الرجل الشهادات، هذه مظاهر اجتماعية قد تحقق شيئًا من الوفاق، لكنها لا تُغني عمَّا هو أهم، وهو مهارات التواصل الاجتماعي والحضور والأدوار بين الناس.
ولذلك نتمنى دائمًا بعد الدين والأخلاق أن نعرف حسن تواصله مع الناس، برَّه لوالديه، الأصدقاء الذين حوله، الطريقة التي يفكر بها، قدرته على تحمل المسؤوليات، وجوده في المجتمع والأدوار التي يقوم بها؛ هذه هي الأشياء التي ينبغي أن نركز عليها، لأن الإنسان قد يكون ناجحًا أكاديميًا لكنه معقد اجتماعيًا.
فإذًا نحن نحتاج إلى أن ننظر بهذه الأبعاد، وهذا ترجيح منا، لكن لا يخفى عليك أن صاحبة القرار هي الفتاة، وأن صاحب القرار هو الفتى، ولكننا أحببنا أن نُشير ونسلط الأضواء على عدد من الزوايا المهمة التي لا بد أن نصطحبها في مسألة الاختيار، كذلك أهدافه من تكوين أسرة، أيضًا لا بد أن تنظري في ذلك الشاب الأول من أنه إلى الآن لم يتقدم صراحة، هي رغبة بالنت وكلام يتناقل هنا وهناك، لكنه لم يتقدم أي خطوة رسمية، بخلاف الثاني الذي تقدم مرتين.
وعلى كل حال أنت أعلم بالمصلحة، وأنت أعلم بمن تميلين إليه، خاصة إذا كان ميلاً مجردًا ليس لأجل شهاداته أو لأجل كذا، لأن الأرواح هي التي تتلاقى، فإذا حصل لك انشراح وارتياح مع هذا الذي هو جاهز الآن للزواج، فتوكلي على الله وأكملي المشوار، وإن لم يحصل هذا الجانب فلا نرى للفتاة أن تدخل حياة لا تجد فيها الانسجام، لا تجد فيها التلاقي بالأرواح، وسوف نسعد إذا جاءتنا مزيد من الإيضاحات حتى نتعاون جميعًا في اتخاذ القرار الصحيح.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.