كيف أتخلص من الوسواس القهري والغضب والخجل؟

2014-01-16 03:56:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابتليت بالوسواس القهري منذ الطفولة، وعمري الآن 26سنة، حدث تطور عندي وهو: أني صرت أتخلص من كثير من حالات الوسواس القهري والحمد لله، لكن كيف أتخلص منه نهائيا؟

وكيف أتخلص من حالات الغضب نهائيا؟

كما أني لفترة طويلة وأنا أعاني من الخجل والحمد لله زال عني كثير من الخجل مع مرور الأيام، وأنا أقصد مهابة لقاء الناس الكثيرين وليس الخجل المحمود معاذ الله، كيف أزيل عني كل آثار الخجل المذموم؟

ولكم جزيل الثواب.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي فهمته أيها الفاضل الكريم أنك تعاني من بعض الوساوس القلقية، كما أنك سريع الانفعال وفي نفس الوقت لديك شيء من الانطوائية أو الخجل، والتي أتمنى أن تكون في أصلها حياءً؛ لأن الحياء خير كله.

أيها الفاضل الكريم: كل الذي تحدثت عنه يأتي في بوتقة واحدة، أي في حزمة عرضية واحدة، وهو أنك بصفة عامة تعاني من القلق والتوتر، وهذا قد يؤدي إلى الوسوسة، ويؤدي إلى سرعة الغضب.

الذي أنصحك به أولاً: أن تعبر عن ذاتك، لا تحتقن أبدًا، تواصل مع الناس، وكن إنسانًا صبورًا، كن مستمعًا جيدًا، هذا يعطيك -إن شاء الله تعالى- فرصة كبيرة جدًّا للتخلص من الغضب.

بالنسبة للوسواس القهري: يعالج من خلال رفضه وتحقيره وتجاهله وعدم مناقشته، وإن كان فعلاً أو قولاً نستبدله بما هو مخالف له، هذا هو العلاج الرئيسي أو ما يسمى بالعلاج السلوكي.

أيضًا تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، سوف تفيدك في موضوع سرعة الغضب، وكذلك الوساوس، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع لها وتطلع عليها، وتحاول أن تأخذ بتفاصيلها وتطبقها، وسوف تستفيد منها كثيرًا.

أيها الفاضل الكريم: الخجل يعالج من خلال التواصل، وتطوير المهارات الاجتماعية، وأهم مهارة اجتماعية هي أن يعرف الإنسان كيف يحيِّ الآخرين، ديننا الحنيف علمنا كيف نحي الناس، وكيف نسلم على الناس، وتحية الإسلام السلام، فيا أيها الفاضل الكريم: دائمًا علِّم نفسك أن تحي الناس بتحية الإسلام، وكن هاشًّا باشًّا في وجوههم؛ لأن تبسمك في وجه إخوانك صدقة، ودائمًا حاول أن تصل رحمك، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تكون حريصًا على صلاة الجماعة في الصف الأول في المسجد، ألا يكفي هذا لعلاج الخجل؟ نعم أقول لك تمامًا: هذا يكفي، ويا حبذا أيضًا لو مارست بعض الرياضة الجماعية.

فإذًا أمامك فرصة عظيمة لأن تعالج نفسك وتطورها تطورًا عظيمًا، وأريدك أيضًا أن تقرأ ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في علاج الغضب، لا تغضب أيها الفاضل الكريم، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، غيّر مكانك، غيّر وضعك، اتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، واطفئ نار الغضب بالوضوء، وصلي ركعتين.

لا تحتاج أبدًا لأن تطبق هذا أكثر من مرة؛ لأنك لو طبقته مرة أو مرتين سوف يرتكز ويسجل في منظومة الفضيلة لديك في دماغك، وهنا حين تأتيك فورات الغضب الأولى سوف تتذكر هذا الدرس والعلاج النبوي العظيم، ومن ثم تجد أن غضبك قد انتهى.

ويا أخِي لا بد أن نغضب في بعض الأحيان، لا بد أن نغضب حين تُنتهك المحارم، لا بد أن نغضب حين يُساء إلى الدين، لا بد أن نغضب حين نرى المآسي أمامنا، لكن المهم هو كيفية إدارة هذا الغضب، لكن لا تحرم نفسك من الغضب، الغضب الإيجابي، لا تكن سلبيًا، لا يكن عندك لا مبالاة بما يحدث حولك وتغضب لأجل الله، الغضب مطلوب، وهو دافع نفسي كبير للإنسان حتى ينجح.

أعتقد أيضًا أنك سوف تستفيد من علاج دوائي -إن شاء الله تعالى- يساعدك في علاج الخجل والوساوس والغضب، الدواء يعرف باسم (زولفت) أو (لسترال)، وقد يكون تحت مسمى تجاري آخر في العراق، لكنه يسمى علميًا باسم (سيرترالين) الجرعة هي أن تبدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها مائة مليجرام – أي حبتين – ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء دواء سليم، فاعل، وغير إدماني، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net