التواصل بيني وبين خطيبي قليل، كيف أتعرف عليه أكثر؟
2014-01-05 02:30:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تم عقد قراني على شاب ملتزم -ملتح- وهو مؤذن مسجد، وحالته المادية جداً ممتازة.
مشكلتي معه أنني أكون أنا آخر اهتماماته، تم عقد قراني في بدايه شهر ذي القعدة الماضي، زارني فقط يوم عقد القران بعد أن طلب والدي منه تقطيع الكيكة معي، لم يكلمني طوال الفترة، ولم يأخذ رقمي، وفي يوم عيد الأضحى اتصل على والدي وطلب رقمي، ولم يعايدني إلا برسالة نصية، بعدها أصبح يراسلني "واتس أب" فقط، في الأول أنا كنت أسأل عليه أغلب الوقت، بعدها أصابني إحباط، حيث إن لم أسأل عنه فهو لا يسأل إلا بعد أسبوع، فصرت أتعامل معه بالمثل، إن حادثني تكلمت معه عادي، مرة واحدة تكلمنا عن شهر العسل، وقررنا السفر للخارج، فطلب مني جوازي وقال أرسليه مع أخيك يحضره لي في المسجد -تهرب من عزيمتي له بشرب الشاي معي-.
الآن بقي على زواجي ( 29) يوماً، لم يتصل أو يزورني بعد ذلك اليوم؛ ليكسر الحواجز بيننا -أنا من النوع الذي لا بد أن أتعود على الشخص أولاً حتى أتفاعل معه-، ومن الصعب أن أطلب منه ذلك.
أغلب كلامه في "الواتس أب": اشتقت لك وولهان عليك، فأقول له حياك الله سأعد القهوة غداً-أحاول أن أبين له أنه مرحبا بزيارته-، فيقول: "لا -والله- مشغول بالدراسة" فهو يدرس دبلوماً عالياً.
الآن أنا متوترة إلى أقصى درجة، وكل يوم أبكي، وتهيج لدي القولون، ووالدتي ضاق صدرها مني، فهو لم يوضح لي أي شيء من حياتنا القادمة -إن شاء الله-، ومن الصعب أن أبادر أنا بالكلام عن هذه المواضيع معه، مثل الحمل، ويوم الزواج، وليلة الدخلة، لدرجة أني كلما سألته عن البيت يُخبرني أن الأمور على ما يُرام فقط، فأغلب كلامه في "الواتس أب" كيف حالك؟ وما أخبارك؟ ومع السلامة.
رغم أن حالته المادية جداً ممتازة، إلا أنه إلى الآن لم يغير سيارته، فهي (هايلوكس)، فأنا أتخيل شكلي يوم الزواج مع هذه السيارة، فهل الأمر عادي أن أطلب منه تغيير السيارة، فهي تناسب الشاب العازب أكثر من العائلة؟ وما هو الأسلوب الأمثل لمناقشته لتغييرها؟
أفيدوني في حل مشكلتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هدوء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للاستشارة، وهنيئًا لك بهذا الشاب الذي هو من أهل المساجد ووضعه المادي ممتاز، ولا تنزعجي من هذا الجمود من جانبه، فإن من تربى على الدين وتربى على العفة والطهر يجد صعوبات في البدايات، ولكن نؤكد لك أن الأمور ستمضي بطريقة ممتازة جدًّا، بل أمثال هؤلاء الشباب المتدين في المساجد طاقاته العاطفية كبيرة جدًّا، لكنها تبدأ بمشوار الزواج، فليس هناك داعي للانزعاج طالما كان هناك تواصل، والرجل متفهم، ويبدو أن الأمور أيضًا.
وانشغاله بالدراسات العليا أو نحو ذلك، هذه كلها أسباب، وأرجو أن تعلمي أن المرأة لها تأثير كبير على زوجها، ونتوقع لك -إن شاء الله تعالى– سعادة، فليس هناك داعي للانزعاج.
والمعرفة الحقيقية بين الشاب والفتاة لا تتحقق إلا بعد إكمال المراسيم، أما قبل ذلك فهي تمثيل في تمثيل، وكل إنسان يُظهر للطرف الآخر الجانب الجميل فقط، ولكن من إعجاز هذا الدين أنه يؤكد أولاً على مسألة الدين والأخلاق، فإذا رضيت دينه وأخلاقه، وتعرَّف عليه أهلك، وهم أحرص الناس على مصلحتك، فإن هذه مؤشرات هامة جدًّا، أما التعارف فإنه يحتاج إلى بعض الوقت حتى بعد الزواج، لأن بالزواج يحصل التعارف، ثم يحصل التأقلم مع الوضع، ثم بعد ذلك يحصل التفاهم والتنازلات، إلى التوافق والتآلف، وصولاً إلى الصداقة والانسجام التام الذي قد يحصل بعد فترة، ولذلك الذين يظنون أن العلاقة العاطفية قبل الخطبة أو بعدها – قبل العقد أو بعده – التوسع فيها تُتيح فرصاً، هؤلاء نقول لهم: النظرية هذه أثبتت أنها غير صحيحة حتى في بلاد الغرب، الذي ربما يمارس ممارسات كثيرة قبل الزواج بدعوى التعارف ثم لا يحصل هذا التعارف ولا يحصل هذا التوافق.
ولذلك نحن نقول: الدين والأخلاق هي القواعد التي نبني عليها، وإذا كان الإنسان عنده دين وأخلاق طيبة، فإن كل العيوب يمكن أن تُعالج عن طريق الدين، أما إذا كان الخلل في الدين فهذا هو الإشكال.
طبعًا نحن كنا نتمنى أن يكون أكثر تجاوبًا، ولكن نلتمس له العذر للأسباب التي ذكرناها، ونلتمس لك العذر أيضًا، لكن لا تحملي نفسك فوق طاقتها، وأبشري فإن الأمور -إن شاء الله تعالى- ستسير بالطريقة الصحيحة، وفرصة التعارف الفعلية كما قلنا عندما تكونين مع زوجك في بيتك، وعندما تكملوا المراسيم، هذه هي الطريقة الفعلية لحصول التعارف.
ونحن نريد أن يكون هناك تأقلم مع الوضع، وكل إنسان صحيح تربى على وضعٍ معين، ينزعج من أشياء معينة، لكن نحن نؤكد أن اختيار الأسرة، وأن رضاك به، وأن وضعه، وأن تدينه، وأن مقدار التجاوب الذي حصل أيضًا، يُعطي مؤشرات جيدة في هذا الاتجاه، لأنه لم يعترض على أشياء، فهو متفهم، لكن يبدو أنه يتهرب، عنده حياء، يبدو أنه ما اعتاد مثل هذه الأمور، ولكن كل هذه الأمور ستأخذ وضعها الطبيعي -إن شاء الله تعالى– بعد إكمال المراسيم، فلا تنزعجي، ولا تغتمي، ولا تهتمي بالذي يحدث، واعلمي أن هذا الزوج سيكون معك ليلاً ونهارًا، وسيحصل بعد ذلك التعارف ثم التآلف، وصولاً إلى الصداقة العميقة التي هي معنى كبير جدًّا نتحدث عنه وتتحدث عنه مواقع الاهتمامات بالشؤون الاجتماعية والأسرية.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.