أعاني من الكسل وعدم القدرة على أداء أعمالي مع الشعور بالنوم.

2014-01-06 04:14:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة (أول جامعة طب) عمري 18، أعاني من ضيق الوقت، وعدم القدرة على أداء أعمالي بسرعة.

وإذا وضعت جدولا فإنني لا أستطيع تنفيذه، وأشعر بالكسل عند أداء واجباتي، وينتابني شعور بالنوم فماذا أفعل؟

جزيتم خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فوز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بابنتنا طبيبة المستقبل، ونسأل الله أن يلهمها السداد والرشاد، ونؤكد لها أن الكريم الوهاب الذي أوصلها إلى هذه الدرجة ووهبها هذه القدرات العقلية هو الذي سيعينها، ونوصيك بأن تلجئي إليه، وأن تتوكلي عليه، وأن تستعيني به، فإنه يُجيب المضطر إذا دعاه، وتعوذي بالله من الهم والكسل، وتعوذي بالله تبارك وتعالى من شرور النفس ومن نزغات الشيطان، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

نحب أن نؤكد لك أن كثيرًا من أبنائنا – الطلاب والطالبات – يصاب بالإحباط؛ لأنه يضع جدولاً فوق طاقته، نحن نتمنى أن تنظمي الوقت، وأن يكون الجدول معقولاً، بحيث تعطي الجسد حقه من الراحة، وحقه من الطعام، وحاجته إلى الترويح، وتوازني بين هذه الحاجات، وتحرصي دائمًا على أن يكون جدول المذاكرة وجدول المهام منتظم وفيه شيء من المرونة كذلك، وعليك كذلك أن تُشجعي نفسك، فإذا أنجزت في المرة الأولى عشرة بالمائة تفرحي بها وتشكري الله عليها ليأتيك المزيد فتُصبح ثلاثين، تُصبح خمسين، إلى أن يُصبح الإنسان بإذن الله – بفضله ومَنِّه – مائة بالمائة.

لكن الإنسان عندما يضع مهاما فوق الوقت، وفوق الطاقة هذا يُصيب بالإحباط، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (اكلفوا بالعمل ما تُطيقون) حتى في العبادة، حتى في التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فإن الاعتدال هو المطلوب، والنبي - صلى الله عليه وسلم – نهى من أراد أن يصوم فلا يُفطر، ويصلي فلا يرقد، ويُكثر من تلاوة القرآن، رتَّب لهم الجداول، ونهى كذلك من انهمك في العبادة فقصَّر في حق أهله فقال: (إن لأهلك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه).

وإقامة هذا التوازن في جدول المذاكرة، وفي برنامج الحياة، وفي كل ما يفكر فيه الإنسان من الأمور الأساسية الهامة التي يغفل عنها بعض الأبناء والبنات، ولذلك سُرعان ما يتوقفوا في منتصف الطريق، تتعطل بهم العجلة فلا يستطيع الواحد منهم أن يواصل وأن يُكمل مشواره.

ولذلك نحن نؤكد لك أن هذا الشعور، وهذه الاستشارة التي كُتبت إلينا هي البداية الصحيحة؛ لأنك بدأت تشعرين أنك بحاجة إلى مزيد من التنظيم، إلى مزيد من التخطيط، إلى شيء من الهمة العالية، وكل ذلك يمكن أن تصلي إليه، وإذا أراد الجسم حظه من النوم فلا بد أن تعطيه، بعض الناس يُصر على ألا ينام، لا، لا بد أن تنامي وتأخذي حظك من الراحة، وتذاكري وقت الإقبال على المذاكرة، وتنمّي المواد، وتغيّري مكان الدراسة، إذا كانت الشريعة حتى في الإقبال على طاعة الله يريد أن نُقبل على صلاة النوافل وعلى تلاوة القرآن في الوقت الذي تُقبل فيه النفس، أما إذا أدبرت النفس فإن الإنسان مطالب أن يتوقف ويشتغل بأمور أخرى، حتى يعود للنفس النشاط وتعود للنفس همتها.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع الموقع.

www.islamweb.net