أكره زوجتي كرها شديدا لصفات فيها... هل أمسكها أم أطلقها؟
2014-01-02 03:18:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وأحياكم حياة طيبة في الدنيا والآخرة، آمين.
عندي سؤال لحضرتكم وهو: أنا أكره زوجتي كرها شديدا، وسبب كرهي لها أنها غير واعية وغير ذكية في أمور الدنيا، ولا تدرك ما تدرك المرأة العادية، ولا تتكلم البتة فهي صامتة في معظم الأوقات، فإحساسها وشعورها قليل جدا، وعقلها أقل من عمرها بكثير، وكأني أكلم طفلة، فلا أجد متعة في الكلام معها.
وبسببها صرت كئيبا جدا جدا، فلا أجد دقيقة من عمري تمر إلا وتمر بالحزن، وقد أثر فيّ كثيرا؛ في تعاملي مع الناس، ودراستي، والتزاماتي الدينية، فكل من يراني يدرك أني حزين وكئيب جدا، حتى ولو ضحكت.
وأثّر في معاشرتي لها أيضا، فلا أستطيع الانتصاب في الفراش لكرهي لها، وحزني الدائم والطويل في معظم الأوقات، مع العلم أني كنت قويا جدا قبل الزواج؛ لأن هذه الصفات تتكرر كل دقيقة فيها، فإني كنت أبعد نفسي من صداقة كل رجل يحمل هذه الصفات، فكيف إذا كانت زوجتي، فهي تفقد الصفات (الأساسية) التي كنت أحب أن تكون فيها، وسبب إمساكي لها هو قوله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
أنا حقيقة أعاشرها بالمعروف، وأتكلم إليها بشكل جميل، وأحسن التعامل معها، مع كرهي الشديد لها، ولكن الانتصاب ليس بيدي فقلت الشهوة لديّ كثيرا.
سؤالي هو: هل يرضى الله سبحانه وتعالى الإمساك لهذه المرأة بالحالة التي ذكرت؟ هل يجوز لي إبقاءها؟ فقد قيل لي أن الآية لا تشملك، فمقصود الآية ينصح كل من (يكره) زوجته بإبقائها لما في إمساكها من الخير، وألا يطلقها و(لا) يجوز لرجل مثلي أن يبقيها؛ لأن حالتي ليست الكره فحسب، بل يرافق كرهي الحزن والاكتئاب الكثير والطويل، وتأثيرها في دراستي، ومقابلة الأهل والأصدقاء والأقارب، فأصبحت أحب الوحدة.
مع العلم أني كنت كثير الزيارة للناس من قبل، وكذلك النقص في حقها (المعاشرة في الفراش)، وأصل الزواج هو أن أسكن إليها، وأرتاح عندها، وهذا ما أفقدها عندها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيها الابن الكريم-، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.
رغم أنه لم يتبين لنا عمر هذه العلاقة، وكيف بدأت؟ وهل بينكما قرابة؟ وما هي الإيجابيات الموجودة في هذه المرأة؟ إلا أننا نقول: إن الرجل لا بد أن يدرك أن المرأة ليست كاملة، كما أن الرجل ليس كاملا، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
ونحن لا نستطيع أن نحكم في مثل هذه الأمور حتى تتضح لنا الصورة بكامل زواياها وجوانبها، وسوف نسعد إذا تواصلت معنا بكافة زوايا المشكلة، وقد استمعنا إلى جملة كبيرة من السلبيات، ولكن ما هي الإيجابيات؟ وكيف بدأت هذه العلاقة؟ وأنت ألم تكن على علم بصفاتها؟ وعن طريق النظرة الشرعية، أو عن طريق الأخوات والمحارم ألم تكن على علم بكثير من هذه الأمور؟ ثم إن ذكر الإيجابيات من الضروري بمكان، حتى نستطيع الحكم وتتضح لنا الصورة كاملة، فماذا تقول هذه المرأة: عندما تكلمها عن قلة كلامها، وعدم تجاوبها وتفاعلها، نتمنى أن تصلنا الصورة واضحة، حتى نستطيع التعاون في الوصول للحل.
وعلى كل حال نحن لا ننصح بالاستعجال بالطلاق، ولا نرضي أيضا بالحياة الزوجية مع وقف التنفيذ، لا نرضى الحياة الزوجية التي لا تجد فيها المرأة حظها، ولا يجد فيها الزوج حظه وحقه، وهذا لا يمكن أن يتضح إلا باستنطاق الطرف الآخر، فلست أدري ما هي حجة هذه المرأة؟ ماذا تقول: عندما تتكلم معها؟ والجانب الآخر أيضا ذكر الجوانب الإيجابية التي دفعتك إلى اختيارها والزواج بها، وهل هذا الكره بدأ منذ البداية، أم ظهر بعد الزواج؟
نحن بحاجة إلى الاستماع إلى هذه الأشياء، ومع ذلك نؤكد لك حق كل رجل في أن يسعد، ويفرح ويمرح مع أهله، وأن يعيش السعادة من أوسع أبوابها، فيسعد ويسعد أهله، وهذا أيضا من الأمور الهامة جدا، والشريعة أتاحت للرجل أيضا أن يخرج من الحياة التي لا يستطيع أن يقيمها، وكذلك أتاحت للمرأة الخروج من الحياة التي لا تستطيع إقامتها إذا عجزت عن القيام باحتياجات الرجل؛ لأن هذه من الواجبات الشرعية، والمجاملة في مثل هذه الأمور لا تنفع، وكذلك أيضا الاستعجال فيها لا يصلح.
نؤكد لك أن تطور الحالة بهذه الطريقة، ووصولها إلى الفراش، والذي يعتبر محورا أساسيا من المحاور التي لأجلها يتزوج الإنسان، هذا فعلا يعقد المسألة، ولكن نتمنى التواصل حتى نصل إلى حل ترضاه الشريعة، وجعلته بيد الرجل، فلا يسأل الرجل إذا طلق زوجته؛ لأن هناك قد تكون أسرار، والشريعة جعلت عصمة الحياة الزوجية ورباطها بيد الرجل لكونه الأحكم والأعقل والأبعد نظرا، فينبغي أن نحسن استخدام هذا الحق.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.