صبرت مع زوجي في محنته فكافأني بزواجه بأخرى، فماذا أفعل؟
2014-01-09 00:02:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أكتب لكم رسالتي، وأتمنى أن تساعدوني، فأنا أتألم منذ عام، وأعيش في حزن وبكاء شديدين، فقد كنت أعيش مع زوجي في حب وسعادة وتفاهم منذ عشر سنوات، وكان يضرب بنا المثل في الحب والتفاهم، وتحملت معه ما تحملت من مشاق الحياة، فقد تزوجته وقد كان متخرجا لتوه من كلية الهندسة، وتحملت سفره منذ بداية زواجنا، وكنت أترك أهلي وأعيش مع أمه إرضاء له ولأمه من دون أن يطلب مني، ولا أحب أن أتكلم بكل ما تحملته في هذه السنين، لأنني لا أريد تضييع أجري.
حتى قرر منذ سنتين أن يأخذنا معه، وتحملت هنا أيضا ما تحملته حتى تحسنت ظروفه -بفضل الله-، ولكن بمجرد أن تحسنت ظروفه، وبدلا من أن يفكر في من تحملت، فكر في نفسه فقط، وقرر أن يتزوج بأخرى، ومع أني لا أرفض التعدد، وأعرف بأنه شرع الله، ولكني أشعر بالظلم في حالتي، فقد تحملت الكثير، فماذا لو كان عوضني ولو لفترة، فمنذ زواجنا وأنا أتمنى أن أعيش معه حياة مستقرة بعيدة عن السفر مثل أي أسرة، ولكنه حرمني منها من قبل بسفره، والآن بزواجه، كما أن ظروف عمله صعبة، ومعظم وقته في العمل، ولكنه لم يرحمني، ولم يرحم دموعي وحزني، وأخفيت عن أهلي أمر زواجه خوفا عليهم من الحزن، فأنا ابنتهم الوحيدة، وماذا سيكون حالهم لو عرفوا بأن ابنتهم تبات لوحدها مع ابنتها في الغربة، ولا يعلم بحالها إلا الله؟
ومنذ أن تزوج وأنا حزينة، فبين فترة وأخرى تحدث بيننا مشاكل وخلافات، فأنا لا أتحمل وجوده عندها، وتقسيم وقته القليل أصلا بيني وبينها، فقد وافقت على أمل أنها نزوة وستنتهي، خصوصا أنها مغربية، كما أنه في بداية زواجهما كانت تحدث بينهما مشاكل كثيرة، وعدم تفاهم، حتى حملت، والآن هي على وشك الولادة، فأصبح لا يفكر أبدا في طلاقها من أجل المولود، ولكني لا أتحمل هذه العيشة، وأملي في أن يطلقها أصبح يتلاشى، وإحساسي أنها أصبحت تأخذ امتيازات لم تكن تأخذها من قبل بسبب ولادتها، فكل ذلك أصبح يشعرني بالموت، وكأنه أهون علي مما أنا فيه، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا أشعر بأني أحترق، وحياتي كلها راحت، ولا يستطيع أحد أن يقدر ما بداخلي حتى هو، فهو لا يرى أن ما يفعله يحزنني أو أن فيه إهانة لي، فما ذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك، وندعوك إلى أن تدركي أن هذا الذي حصل رغم شعورنا معك بالمرارة وبالتقصير من جانبه، إلا أن الذي حصل لا ينفي أنك الأصل وأنك صاحبة العيال، وأنك التي ينبغي أن تحرضي هذا الزوج، وتحاولي احتواء الموقف، ولا نرى أن تمنعي هذا الزوج من الزوجة الأخرى؛ لأن هذا من شرع الله، وأنت -ولله الحمد- مؤمنة، ولن يأتيك إلا ما قدر الله لك، ولن تنال هي إلا ما قدر الله لها، فكوني دائما الأحسن والأفضل، وأكملي مشوار التضحيات.
واعلمي أن زواجه بأخرى لا يعني أنه كاره لك، أو أنه لا يقوم بواجبه تجاهك، وهذه من الأمور الأساسية، فهو مطالب بالوفاء والعدل، ونذكرك بأن هذا ليس له علاقة بمشاعر الحب، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب عائشة، وتزوج عليها أكثر من سبع نسوة، ونحن نقدر هذه الغيرة، ونؤكد لزوجك أنها دليل على شدة الحب والوفاء له، ولكن مع هذا لا نريد أن تحترقي داخليا بالدموع والبكاء وبالتفكير بهذه الطريقة، وأنت -ولله الحمد- متدينة، ونحن نذكرك بالله، وبالقيام بواجباتك، واعلمي أن أهلك سيبنون مواقفهم على مواقفك، فتماسكي واتقي الله واصبري، واجعلي بيتك بيئة جاذبة لزوجك، وقومي بواجبك، على الوجه الأتم، واشتغلي بتربية أبنائك، والعبادة لله تعالى في وقت الفراغ، واعلمي أن الإنسان يستطيع أن يتكيف مع مثل هذه الظروف، ونسأل الله أن يعينك لكل أمر يرضيه.
وأعلمي أن الفلاح لمن أدت ما عليها، والدنيا من أولها إلى آخرها قصيرة، والفوز عند الله لمن أدى ما عليه، فلا تقابلي تقصير الزوج، بتقصير، لأنك ستقفين بين يدي الله وحدك، ولكن قابلي كل إساءته ونقصه بإحسانك، واطلبي حقك من الملك الديان، واعلمي أن العاقبة لك، وأن الأمر لله من قبل ومن بعد.
ونتمنى أن يشعر أهلك والجميع أنك متماسكة رغم تقديرنا لما حصل، إلا أن الزوجة أو أي إنسان ينال بقدر نيته، واعلمي أن إحسانك له واهتمامك به سيجذب لك المزيد من المكاسب، ولكن العداء وإشعال النيران ومضايقته في البيت لن يعود عليك ولا عليه بالخير، ونحن نخشى عليه أن تستمر هذه الغيرة منك وهذا التعامل السلبي؛ لأنه يضر بالطرفين، وقد يصيبه بأمراض، وحينها لن ينفع أمر قد يكون التعامل فيه على هذه الطريقة.
أنا أخاطب فيك دينك وطاعتك لله تعالى، وأذكرك بأنك الأصل، وينبغي أن لا يشعر الأبناء بهذه الظروف التي تحدث بينكم لما ذلك من آثار سالبة عليهم.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والصواب.