أعاني من تعثر في الكلام عند التخاطب مع الغير ما علاجه؟
2013-12-29 04:34:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: منذ طفولتي عندي تعثر في الكلام، الحروف أنطقها بشكل سليم جدا، وعندما أكون وحدي أتكلم بشكل رائع، وعندما أعطي ندوة للموظفين أكون رائعا ومبدعا.
ولكن عند التخاطب، أو المكالمات الهاتفية، الكلمات لا تخرج من فمي، وأعاني ضيقا في صدري، وتبدأ التعتعة والتمتمة.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أعتقد أنك تعاني من خوف اجتماعي، على العكس تماما أنت تخطيت عقبة التلعثم في الكلام، في فترة الطفولة، وأنت الآن لديك مقدرة تخاطبية رائعة أمام الآخرين وهذا يجب أن يكون محفزا، ويجعلك أكثر ثقة في مقدراتك.
أما فيما يخص الصعوبات التي تواجهك عند المحادثات الهاتفية: أعتقد أن هذا أمر ناتج من قلق وساوسي، أو هي مخاوف وسواسية، ربما تكون قد مررت بموقف ما أثناء محادثة تلفونية، مع شخص ما، وهذه جعلتك حذرا أكثر مما يجب، وأصبحت تفرض رقابة ذاتية حين تقوم بإجراء المحادثات الهاتفية، هذا هو أقرب التفسيرات.
أما الشعور بالضيق في الصدر هو: قطعا نتيجة للقلق وعدم الترحاب بالموقف؛ لأن الرفض النفسي يعبر عنه في شكل ضيق في الصدر، وضيق في النفس، وسرعة التخلص من الموقف هذا هو الذي نشاهده.
أخي الكريم: أنت بخير، ويجب أن تكون أكثر ثقة بنفسك، ويجب ألا تقبل هذه المشاعر، وأنت أنجزت الكثير، ولديك المقدرة لمخاطبة الموظفين في الندوات، وهذا أصعب كثيرا من التحدث في الهاتف، فيجب أن تأخذ الأمور بشيء من المنطقية، وتخاطب نفسك وجدانيا ومعرفيا لتطمئن أن هذا الذي تعاني منه لا أصل له، ويجب ألا يكون عائقا لك في حياتك.
وقطعا حاول أن تبدأ بداية جميلة عند بداية المحادثة التلفونية، كالسلام والترحاب، والأريحية في التواصل مع من تتحدث، هذه البدايات الإيجابية تجعل الإنسان يتحدث بانسيابية، وحين ترى أن الوقت غير مناسب أو المكان غير مناسب، قطعا يمكن أن تعتذر عن الشخص الذي اتصل بك، فلا تجبر نفسك على الحديث في المواقف غير المناسبة.
من الجميل جدا أن تتدرب على بعض تمارين الاسترخاء، وأن تلجأ للعلاجات السلوكية أو الاجتماعية الشمولية، وهذه دائما يستطيع الإنسان أن يدرب نفسه عليها من خلال ممارسة أي رياضة جماعية، ككرة القدم مثلا، أو الجري مع بعض الزملاء، أو الانضمام لصالة أو ناد رياضي، أيضا الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، واحرص على حلقات التلاوة، والمشاركة في الأنشطة الخيرية والثقافية، هذا أيضا له مردود إيجابي على نفسية الإنسان.
سيكون من المفيد أيضا أن تتناول أي دواء مضاد للمخاوف والقلق، وعقار أنفرانيل ويسمى كلو مبرامين، وهو متوفر في العراق، إذا تناولته بجرعة 25 مليجرام ليلا لمدة3 أشهر، ثم اجعلها 25 مليجرام يوما بعد يوما لمدة شهر آخر، الدواء بهذه الجرعة سليم جدا، ولا يؤدي لأعراض جانبية فقط ربما يؤدي إلى الجفاف في الفم في الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك يختفي تماما هذا العرض.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.