خطبت فتاة ورأيتها الرؤيا الشرعية، هل أقدم العقد بفترة قبل الزفاف؟
2013-12-17 02:04:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا تقدمت لخطبة فتاة، وتمت الخطبة والحمد لله، ولم أجلس مع خطيبتي غير جلسة الرؤية الشرعية فقط، فهل من الأفضل أن أعقد فترة قبل البناء لمدة شهر أو شهرين بحد أقصى؟
خصوصا أنني لم أتكلم معها أو أجلس معها إلا في الرؤية فقط، أم من الأفضل أن أعقد مع البناء في يوم واحد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونؤكد لك أن الخطبة ما شُرعت إلا لتحقيق التعارف بالطريقة الشرعية، وهي وعد بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكن لا مانع من أن يجلس الخاطب مع مخطوبته مرة أو مرتين أو ثلاثا، ولكن ليس على انفراد، وإنما في حضور محارمها، أو محرم من محرمها، أو في صالة مكشوفة في داخل بيتها، ويناقشا الأمور الأساسية التي يريد أن يبنوا عليها الحياة.
إن استطعت أن تعقد العزم الرسمي قبل الزواج فأيضًا هذا يحقق لك مزيدًا من الفرص في التعرف عليها، في التواصل معها، وفي مشاورتها في الأمور التي ستقيمان عليها حياتكما الزوجية، ولكننا نحب أن نؤكد لك أن ما يزعمه الناس من أنه كيف تزوج بها دون أن يعرفها، هذا الكلام غير صحيح، لأن الشريعة توسطت، ومنهج الشريعة هو الكمال، فالإنسان عندما يرى المخطوبة في النظرة الشرعية يقع لديهما الارتياح والانشراح والقبول فعند ذلك نقول: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) وقبل ذلك وبعد ذلك من حق كل طرف أن يسأل عن الشريك، وعن أهله، وعن قصة حياته، وعن تدينه طبعًا قبل ذلك، وعن أحوال أهل البيت، هذا حق للجميع، بل الشريعة تُبيح لكل طرف من الناس أن يُدلي بالشهادة التي يعرفها إذا سُئل، ولا يجوز له أن يكتم العيوب إن وجدت.
إذًا الشريعة تبني على سؤال وما جاء ليخطبها، ولا هي رضيت به إلا لأنهم يعرفونه على الحقيقة، إلا لأن كل طرف يبحث عن الدين، ثم بعد ذلك كل طرف اطمأن عن طريق السؤال والبحث والتحري، وهذا واجب شرعي، وبعد ذلك نحب أن نؤكد أن ما يحدث من خلافات وما يحدث من عدم تفاهم في بعض الأمور الصغيرة هذا أمر طبيعي، لأن كل طرف جاء من بيت مختلف وبيئة مختلفة وتربى على طريقة مختلفة، وليس هذا موطن الإشكال، ولكن المهم هو كيف سنتعامل مع الخلافات والمواقف التي تحدث، فالحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، ثم بالتأقلم، ثم بتقديم التنازلات ليكون الملتقى في منتصف الطريق، ثم بالتفاهم وفهم النفسيات، ثم بالتعاون على البر والتقوى، ثم بالتآلف وصولاً إلى التوافق، وصولاً إلى الصداقة، وصولاً إلى أن يكون كل طرف خليلا للثاني، بحيث يشاوره، فهو أقرب الناس إلى قلبه.
لذلك نحن نطمئنك بأن الأمر سهل، ولا مانع إذا كنت تريد الآن أن تجلس معها، لا مانع من الناحية الشرعية أن تجلس معها في حضور بعض محارمها لتناقش الأمور الأساسية، لتسألها، لتستمع إليها، ولكنا لا نفضل كثرة الزيارات ولا كثرة المكالمات، فالشريعة تريد الكلام في الأمور الجادة التي أنتم في حاجة إليها في مستقبل أيامكم.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبينها على الخير، وإذا كان الارتياح والانشراح قد حصل، فخير البر عاجله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.