تناولت (نوتروبيل) فتحسنت كثيرا، أريد رأيكم حول هذا الدواء.
2013-12-24 01:51:24 | إسلام ويب
السؤال:
كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع الجميل الذي أفاد الكثير من الناس.
سؤالي موجة للدكتور الفاضل محمد عبد العليم -أكرمه الله-.
أولا: كان تشخيص حالتي من قبلكم أنني مصاب (بقلق المخاوف الوسواسي)، وأخذت الدواء بناء على تنبيهاتكم لمدة أربع سنوات متتالية، وكانت نسبة التحسن حوالي50 إلى 60 % على الأكثر، وكنت أعاني من ضعف التركيز والفهم والاستيعاب، وكثرة النسيان والملل وعسر المزاج، وكثرة الإرهاق.
كان الدواء باروكسيتين، ثم انتقلت إلى سيرترالين، ثم انتقلت إلى فلوكستين، وأنا الآن على سيبراليكس 5 مجم، حتى آخر هذه التعديلات في العلاج، وأنا حالتي كما هي.
ثانيا: قرأت عن دواء نوتروبيل 400 مجم، أنه مفيد للتركيز وعلاج النسيان، وبالفعل تناولته بقوة كبسولة واحدة في اليوم، لأنظر ماذا يحدث؟ تحسن في الأعراض كافة مثل: الكسل والإرهاق والتعب، أضيف أنني تحسنت كثيرا في حالتي النفسية، الخوف بدأ يقل، عسر المزاج أيضا انخفض، ثقتي بنفسي ازدادت، أصبحت أكثر تحملا للضغوط.
ثالثا: بالطبع تلاشي الأعراض النفسية التي أعاني منها منذ زمن بعيد هو أمر مهم، ولكن أثار اندهاشي هذا الدواء (نوتروبيل) وجعلني أفكر ما الذي أعاني منه؟ ولماذا تحسنت على هذا الدواء بالذات؟
رابعا: حقيقة أنا لا أملك الإجابة؟ وأرجو أن أعرفها من الدكتور محمد عبد العليم، ما الذي حدث؟
خامسا: كيف يكون تعاملي مع هذا الدواء؟ هل له أضرار؟ هل استمر عليه؟ وما الجرعة؟ وللعلم أنا تحسنت إلى هذه الدرجة بجرعة 400 مجم في اليوم.
سادسا: لاحظت أثرا جانبيا واحدا لهذا الدواء، وهو أنه جعل نومي ثقيلا بعض الشيء.
أخيرا: أريد تفسيرا لما حدث معي على دواء نوتروبيل، وما هي طريقة تناوله مع السبراليكس؟ وهل أستمر على السبراليكس؟
لكم مني جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من فضل الله أني مطلع جدًّا فيما يخص عقار نتروبيل (Nootropil) والذي يعرف علميًا باسم (Piracetam) وهذا الدواء هنالك من يرى أنه فاعل جدًّا، وهنالك من يرى أنه غير مفيد، والشيء المجمع حوله أنه لا يضر، وأعتقد أن ذلك أمر إيجابي.
الدواء أصلاً من المفترض أن يحسّن الدورة الدموية الدماغية، من خلال تنظيم التواصل بين الخلايا، وهذا قطعًا يزيد من مستوى تدفق الدم في الدماغ، وكذلك تحسين نسبة الأوكسجين، ويقال: إن له خاصية تخصصية في تحسين الدم الخاص بجهاز التوازن لدى الإنسان، وكذلك الأذن الداخلية، ومنطقة الفص الأمامي، وكذلك الفص الصدغي.
الدواء أصبح الآن في علاج الصداع لدى بعض الناس، طنين الأذن المستمر، وكذلك تحسين التركيز، وأنا لديَّ تجارب إيجابية جدًّا مع هذا الدواء، بعد إعطاء العلاج الكهربائي لبعض المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية أو ذهانية شديدة، يعرف أن العلاج الكهربائي قد يخل بالذاكرة لدى الإنسان، وهذا الخلل مؤقت، لكنه مزعج لأصحابه، من تعاملي مع هذا الدواء وجدتُ أنه يقصّر جدًّا مدة الخلل المؤقت الذي يحدث في الذاكرة بعد العلاج الكهربائي، وهذا قطعًا يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية الدماغية.
أخي الكريم: إن الدواء بالفعل له فوائده، البعض لا يستفيد منه، لكن بفضل الله تعالى أنك قد تحسنت عليه، وأنا أطمئنك تمامًا فيما يخص سلامته، وأنه ليس له تفاعلات سلبية مع المكونات الأخرى من دواء وأغذية.
الشيء الذي لاحظته أنك قد استجبت لجرعة صغيرة جدًّا، وهي 400 مليجرام في اليوم؛ حيث إن الجرعة الكلية لهذا الدواء قد تصل إلى 2400 مليجرام في اليوم، ومعظم المرضى يستفيدون على 800 مليجرام في اليوم أو 1600 مليجرام في اليوم.
ما دام أنك استفدت على هذه الجرعة الصغيرة فهذا يجعلنا أكثر اطمئنانًا، وأقول لك: استمر عليه، هو حسّن مزاجك، حسّن الدورة الدموية لديك، حسّن نومك، وهذا أمر طيب، ولا يوجد أي تناقض أو تعارض مع السبرالكس، واستمر على جرعة السبرالكس فهي جرعة صغيرة، وربما تكون الفعالية التضافرية بين الدوائين هي التي أفادتك، وهذا أمر معلوم، في بعض الأحيان هذه الأدوية تتضافر مع بعضها البعض حسب حيويتها البيولوجية، وفي بعض الأحيان من خلال عمليات استقلابية وأيضية غير معلومة.
أنا سعيد جدًّا أن أسمع هذه الأخبار الطيبة، وأرجو أن تكون إجابتي مفيدة بالنسبة لك، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.