هل يحل لخطيبي العاقد علي تقبيلي واحتضاني فقط؟
2013-12-11 03:39:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، خطبت لزميلي وتم عقد القران -كتب الكتاب- منذ شهرين، ومن المتوقع الانتقال إلى بيت الزوجية بعد سبعة أشهر -إن شاء الله-، وبعد كتب الكتاب بدأ خطيبي يقبلني ويضمني من باب أنني أصبحت زوجته، وشهادة حق هو لا يفعل أو لا يحاول أن يفعل أكثر من ذلك، ورأيت فيه حرصه علي، ولكن منذ أسبوعين دخل أخي عليّ وكنت جالسة عند قدم خطيبي ولكن بالجنب ولم أكن ملتصقة به، فثار أخي غضبا وأمرني أن لا أنفرد بخطيبي بعد ذلك، وأن أجلس معه في وسط الأسرة، ولأن بيني وبين خطيبي من الأسرار ما يكون، فقد امتنع خطيبي عن زيارتي.
وسؤالي هنا: هل وقعت في حرمة أنا وخطيبي الذي عقد علي عندما يقبلني أو يضمني لصدره؟ أو عندما جلست عند قدمه؟ وكيف أحل المشكلة بين خطيبي وأخي؟ وخاصة أن أخي هو من تولى عقد قراني وهو وليي، فماذا أفعل؟ أرضي من وأعارض من؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يتم لك هذا المشروع على الخير، ونحب أن نؤكد أن تحذيرات الأخ في موضعها وفي مكان الصحيح، فإن هذا الرجل فعلاً هو زوج لك، ويحل له كل شيء منك، ويحل لك منه كل شيء، ولكن لا بد من إعلان الدخول، ولا بد من عمل مراسيم، ولذلك هذه مسألة من الأهمية بمكان.
نحن نؤكد أن زوجك الآن يشعر أنه زوج لك وأنت كذلك، لكننا نحب أن نؤكد - ونحن نتكلم عن تجربة - من أن الشريعة تهتم بهذا الجانب صيانة للأعراض، أنا أقول: ماذا لو تطور الوضع وحصل أمر آخر، ثم بعد ذلك انسحب هذا الخاطب – لا قدر الله – أو حصل له شيء؟ وعند ذلك ستقعين في إشكال كبير، وأحيانًا يفعلها الخاطب أو يفعلها من عقد على الزوجة ثم يتنكر لنتائج هذا العمل، فإذا جاء مثلاً حمل أو نحو ذلك، فإنه عند ذلك قد يتنكر لهذا الأمر ويقول: (هذا ليس مني) فيحدث إشكال كبير جدًّا.
لذلك الشريعة حريصة على إعلان الدخول، والضرب عليه بالدفوف، حتى يعلم من في الحيِّ أن فاطمة تزوجت في واحد ديسمبر، بعد ذلك إذا أنجبت طفلاً بعد مدة تقل عن ستة أشهر فإن هذا مكان تهمة، ولذلك إعلان الدخول وضرب الدفوف وإكمال المراسيم، هذه مسائل مهمة جدًّا، وكلام الأخ وتحذيره في مكانه.
فلو حصل مثلاً تقبيل منه ومنك لبعضكما، ثم ماذا؟ يعني أنتم ستصلون إلى مرحلة لا تملكون فيها أنفسكم، خاصة وهو زوج لك، لكن هذا الزواج ينبغي أن يُعلن، عليه أن يجعل بإكمال المراسيم لتكوني عنده، يفعل بك ما يريد، ولا يستطيع أخيك ولا غيره أن يتدخل، لأن هذه حياة زوجية خالصة، فتفهموا تخوفات الأخ، وهذا ما تخافه كل أسرة على ابنتها قبل الدخول، لأن هذا يحصل، وعندنا إشكالات مرَّت علينا، فهناك فتاة عقد عليها رجل ثم عاشرها دون علم أهلها ثم مات هذا الرجل، بعد ذلك أهلها يقدموها للناس على أنها عذراء بكر وهي ترفض لأنها ليست كذلك، ولا تستطيع أن تقول أنه حصل بينهما لقاء ... إلى آخره.
أيضًا كما قلنا قد يهرب، قد يتهرب من مسؤولياته، والفقهاء يتكلمون عن الخلوة الشرعية، إذا دخل وأغلق الباب عليهما هذه تعتبر خلوة شرعية، هذه الخلوة الشرعية من حقه، لكن لا بد أن تُعلَن، لا بد أن يكون هناك علم للأهل والجيران أن فاطمة تزوجت في التاريخ الفلاني.
ولذلك نتمنى أن تكون الفكرة واضحة، وعليك أن تحرضي زوجك على إكمال المراسيم، وتطيعي شقيقك فيما ذهب إليه، لأن هذا فيه مصلحة بالنسبة لك، وفيه صيانة لعرضك، وعليه أن يقول بكل بساطة للشاب: (نحن سعداء بك، وفرحين، وراضين بك، فعليك أن تجتهد لتكمل المراسيم، بعد ذلك هذه زوجتك).
لذلك هذه الفترة من حقه أن يلتقي بك، وليس من الضروري وسط العائلة، لكن يكون في مكان مكشوف، تكون بينكما أسرار، لكن أيضًا هذه الممارسات لها حدود، أما الخلوة، أن يُغلق عليك الباب، أن تحصل مثل هذه الحركات فإن كلام الأخ وتحذيره في مكانه، ونتمنى ألا يتعامل مع الوضع بعنف أو بشدة، وبيِّني له أن التوسط هو المطلوب، فمن حقه مثلاً أن يجلس معك في صالة مكشوفة، وتتكلموا بما شئتم من التخطيط لمستقبلكم أو نحو ذلك، لكن ما زاد عن ذلك ما ينبغي أن تتاح خلوة، لأننا لا نضمن ما الذي سيحدث، وهذا طبيعي، والجاذبية موجودة، وهو يرى أنك زوجة له، لكن نحن نريد أن يُعلن هذا الدخول والزفاف، وهذا من صيانة الشريعة للأعراض ومن حفظها للأنساب كذلك.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.