أخاف أن أحسد نفسي !!
2013-12-10 04:39:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
سبق وأرسلت لكم استشارتين، وتم الرد عليهما من الدكتور محمد عبدالعليم - جزاه الله خيراً -.
أود أن أطرح استشارتي وهي: أنني أعاني من وساوس العين والحسد ووساوس حسد النفس، بمعنى أني أحسد نفسي فأقول مثلا: ها أنا أحفظ بسرعة، ها أنا آكل لم يأتني المرض الفلاني، لدي أم ولم يمت أحد من عائلتي. تكاد هذه الفكرة تقتلني، وأصبح أقرأ المعوذات وأسمي خوفاً من أن أصيب نفسي بحسد أو عين، وأبكي بشدة، أريد طريقة للتخلص من هذا التفكير لأنني تعبت بشدة، أريد منكم المساعدة فأنا بأمس الحاجة لها، الآن عمري 14 سنة وبدأ هذا الوسواس منذ أن كان عمري 12 سنة، ولم أستطيع التخلص منه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Noriah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوساوس العابرة والمؤقتة في مثل عمرك كثيرة جدًّا، والآن هنالك تغيرات كثيرة جدًّا في حياة اليافعين والشباب، أصبحت هناك مشاكل هوية، مشاكل انتماء، التنافس على التعليم، ماذا يكون بعد أن أكملُ الدراسة؟ تساؤلات كثيرة جدًّا تدور في خَلَد بعض الشباب، وبالرغم من أنها أسئلة طيبة يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه، لكنها تسبب القلق، تسبب الوساوس، وتسبب التوترات.
ما تعانين منه هي أفكار وسواسية، ليس من الضروري أن تكون وساوس العين والحسد، لماذا أسميتها هذا؟ لا تسميها هذه التسمية، أنت لا تحسدين نفسك أبدًا، أنت -الحمد لله تعالى- تكافئين نفسك من خلال إدراك لمصادر قوتها، وهذا أمر طيب وجميل، حباك الله تعالى بنعمة الحفظ، حباك الله بنعمة سرعة الإدراك، هذا ليس حسدًا أبدًا، وأن تسمي الله دائمًا، وتسألي الله أن يحفظك، وتسألي الله أن يوفقك، وتسألي الله أن يزيدك علمًا ونورًا، هذا هو المبدأ الصحيح، وهذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه، وفي أي لحظة يشعر الإنسان بأن الفكرة التي تتسلط عليه وتستحوذ عليه هي فكرة وسواسية، يجب ألا يناقشها، هذا قانون نحتمه، وكل علماء السلوك من المتميزين يرون ذلك.
تحقير فكرة الوسواس أيًّا كان محتواه هو خط علاجي رئيسي من حيث الناحية السلوكية، نعم هنالك وساوس تتطلب أن يواجهها الإنسان بطرق ومناهج أخرى، لكن هذا النوع من الوساوس – وهو شائع جدًّا – يواجه عن طريق التجاهل، ولا مانع من أن تجدي لمحتوى الوسواس هذا تفسيرا آخر، يجب ألا يكون استنباطك فقط أن الموضوع فيه عين وسحر وأنك تحسدين نفسك، لا أبدًا، وحتى الجزئية الأخرى التي تحدثت عنها نعم هي ذات طابع وسواسي، وهذه يمكن علاجها بالتجاهل.
أشغلي نفسك بالأشياء الجميلة والمهمة، وهي كثيرة جدًّا، اجتهدي في دراستك، تواصلي مع زميلاتك من الصالحات من البنات، كوني بارة بوالديك، احرصي على عباداتك، ركزي على دروسك، وحاولي أن تكوني من المطلعين والذين يُكثرون من القراءة في كل معارف الحياة، هذا يعطيك خيرًا كثيرًا جدًّا، وانخرطي أيضًا مع أسرتك في الجلسات الأسرية، وكوني مشاركة في أمور البيت، هذا يمثل صرفًا كاملاً عن الانتباه لهذه الحالة التي تعانين منها، ولا أعتقد أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.