كرهت الدراسة بسبب ضعف ثقتي وتركيزي وحفظي
2013-12-10 00:03:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالب جامعي، عمري 20 سنة، طفولتي جدا بشعة، لا أدري من أين أبدأ، وأين أنتهي، كثيرة هي مشاكلي وكثيرة همومي، أنا أعاني من حالة نفسية وجسدية متدهورة.
الآن أكثر ما يتعبني الكسل والخمول بشكل دائم، والشعور بالتعب، والمرض بشكل دائم، والاكتئاب، وخاصة عند تذكري طفولتي البشعة، وتراجع مستواي الدراسي، مع العلم أني أحب الدراسة، أصبحت فاقدا للتركيز، ولا أستطيع الحفظ، حتى ذكائي قل، أصبحت بصعوبة بالغة أفهم نقطة، قد أفهمها، ولكن بعد وقت طويل لسوء حفظي وضعف تركيزي.
أشعر بضعف ثقتي في نفسي، وخصوصا في الأماكن العامة، حالتي الجسدية متدهورة من آلام في البطن، إلى ضعف الجسد وهوانه، وأشعر أغلب الأحيان ببرودة في الأطراف جدا مزعجة، أتلعثم بالكلام كثيرا عند تحدثي مع الناس، بصعوبة بالغة أستطيع أن أشرح شيئا معينا.
اضطررت الآن للاعتذار عن دراستي، حيث إن حالتي النفسية والجسدية جدا متدهورة، لدرجة أني أفقد التركيز بعد ساعة واحدة من محاضرة واحدة، وأفقد التركيز طوال اليوم، وأشعر بإجهاد عظيم كأني في معركة.
أشعر بأني مقيد، ولا أستطيع فعل ما أريده، ونفسي كرهت الدراسة، لا أدري لماذا لا أستطيع المذاكرة الآن إلا بصعوبة بالغة، لا أشعر بلذة الحياة، مشاكلي كثيرة.
أكتفي بهذا القدر لعل وعسى ينفعني الله بكم، والحمد لله على كل حال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه النقاط التي حاولت فيها شرح حالتك، وأحزنني سماع تفاصيل طفولتك، وحجم معاناتك، وكما يقال أن ما لم يكسرك يقويك، وأنا أشعر من خلال قراءة ما بين السطور بأنك وبالرغم من كل ما حصل معك، فأنت لم تنكسر، وبعون الله، ومن ثم بذل الجهد للوصول لما يحب ويرضى.
أريد أن أذكرك أن أي إنسان يمكن أن يفقد التركيز بعد ساعة من الانتباه والتركيز، ولذلك معظم الدروس والمحاضرات لا تتجاوز الساعة أو حتى الخمسين دقيقة.
أشعر أن هناك الكثير من الأمور والتفاصيل مما لم تذكره لنا في السؤال، وخاصة أنك ذكرت أن مشاكلك كثيرة، ولم تتحدث عنها كلها، وأشعر أن كثيرا من هذه التفاصيل تحتاج أن تجد فرصة مناسبة وآمنة للحديث والتعبير عنها، وإلا فقد تبقى تزعجك لمدة طويلة من حياتك.
وأريد أن أنتهز هذه الفرصة أن الطب النفسي ليس مجرد تشخيص مرض، ومن ثم علاج هذا المرض، وإنما يتيح الطب النفسي -إن مارسناه بشكل سليم- فهو يتيح فرصة طبيعية وآمنة ليعبّر الإنسان عن أفكاره وعواطفه، وعن آماله ومخاوفه، وبين الحين والآخر، تأتيني أسئلة من هذا النوع، بحيث أن الأمر ليس تشخيصا وعلاجا، وإنما وقفة للمراجعة والتأمل، والتعبير عما في النفس، مما يمكن أن تنتج عنه "ولادة" جديدة للإنسان الجديد الذي يريده الإنسان.
أنصحك بأن تراجع أخصائيا نفسيا أو طبيبا نفسيا للحديث عن تفاصيل وذكريات طفولتك، ومن ثم وضع خطة التغيير، لتستعيد نشاطك الذي كنت عليه، وخاصة أنك تحب العلم والدراسة.
ومن الواضح أيضا أن عندك بعض أعراض الارتباك الاجتماعي، وربما لهذا علاقة بضعف الثقة بالنفس، مما يؤكد أهمية مراجعة الأخصائي أو الطبيب النفسي.
أرجو أن لا تتأخر في القيام بهذه الاستشارة المباشرة، كي لا تؤخر هذا التغيير المطلوب.
وفقك الله، ويسّر لك الأمور.