لا أستطيع التحدث بطلاقة أمام الناس، فهل هذا بداية مرض الزهايمر؟
2013-12-04 04:39:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، في السنوات الفائتة تعرضت إلى ظروف صعبة نوعاً ما أثرت على نفسيتي، وبدأت تدريجياً في الانطواء على نفسي، فأصبحت لا أخرج من المنزل إلا قليلا جدا، وأصبحت قليلة الكلام، وذلك لكثرة جلوسي في الغرفة بمفردي طوال اليوم، ولكن بعد فترة عندما ألتقي بالناس؛ لا أستطيع التحدث بطلاقة، مع أنني أعرف ما سأقول، والكلام مرتب في رأسي، ولكن لا أستطيع التحدث به بطلاقة وتواصل، وهذا الشيء سبب لي مشكلة أكبر من مشاكلي التي مررت بها جميعاً، علماً بأني لم أكن كذلك، فالجميع كان يشهد لي سابقاً بطلاقة اللسان، وبأني متحدثة بارعة.
وقد قرأت بأن من الأعراض الابتدائية لمرض الزهايمر أن الإنسان يكون غير قادر على شرح ما يريد قوله، فماذا لو كنت في بداية هذا المرض، هل أستطيع تلافي تطوره والشفاء منه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لست مصابة بعلة الزهايمر، وأنت لست في العمر الذي يحدث فيه الزهايمر، نعم أنا مدرك أن هناك حالات نادرة ونادرة جدًّا حدثت لبعض الناس في عمر الثلاثين، ولكن ليس هذا منطبقًا على حالتك أبدًا، فأرجو أن تطمئني، وأرى أن الذي بك هو مجرد نوع من القلق النفسي الذي قد يكون مشابها نوعًا من الخوف الاجتماعي الظرفي، مما جعلك تفتقدين الطلاقة في التعبير أمام الآخرين.
وقد يكون الأمر أيضًا متعلقا بنوع من القلق الوساوس، فبعض الأحيان تهتز ثقة الإنسان في نفسه من خلال القلق والتوتر، وهذا النوع من تقدير الذات بصورة سلبية بالفعل هو معطل جدًّا للناس.
أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي إلى الطبيب – طبيب العائلة (مثلاً) - فهذا أفضل، وقومي بإجراء بعض الفحوصات، وتأكدي من مستوى الدم، ومن مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية لديك، لأن عجز الغدة الدرقية في بعض الأحيان قد يؤدي أيضًا إلى افتقاد في القدرة الكاملة على التركيز، كما أن التأكد من مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12) نعتبره أيضًا أمرًا مكمِّلاً ومُهمًّا فيما يخص الصحة النفسية والجسدية، فأرجو أن تُجري هذه الفحوصات.
وإذا كان لديك أي بواعث للقلق تعرفين أنها مسببة فحاولي أن تعالجي أسباب القلق، بعد ذلك حاولي أن تنامي مبكرًا، فالنوم المبكر يعطي الإنسان فرصة جميلة جدًّا لترميم الخلايا الدماغية، مما يجعل الإنسان أكثر استيعابًا، وتكون أفكاره أكثر انسيابًا.
عليك أيضًا بالإكثار من القراءة والاطلاع وحوار الناس، فهذا سيعيد لك -إن شاء الله تعالى- قدراتك التي هي أصلاً موجودة.
أرجو أن تتبعي هذا المنهج، ومن وجهة نظري هذا يكفي تمامًا، ولا أعتقد أبدًا أنك تعانين من علة الزهايمر، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.