الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مطمئنة النفس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الظواهر النفسية كثيرة جدًّا، بعضها قد فُسِّر، والبعض الآخر لم توجد له تفسيرات كافية، الشعور بالأقدمية هذا مرَّت عليَّ بعض الحالات، وهناك أيضًا من يأتيهم شعور بالمستقبلية، بمعنى أن مشاهداتهم في تلك اللحظة هي أمور لم تحدث حتى الآن ولكنها سوفت حدث مستقبلاً.
معظم علماء النفس يرون أن هذه الحالات تنضوي تحت ما يمكن أن نسميه بـ (اضطراب الآنية)، أو أن ينظر الإنسان إلى نفسه وذاته أو لما حوله من بُعدٍ. والوصف فعلاً مُحيِّر، لكن في نهاية الأمر اتُفق أن هذه الحالات هي مرتبطة بشيء من القلق، وربما تكون أيضًا وسواسية المنشأ.
في حالات نادرة جدًّا هذه الحالات تكون مرتبطة باضطراب في كهرباء الفص الصدغي للدماغ، وهو المركز الذي من خلاله يتم التحكم في تفاعلاتنا الوجدانية، في بعض الأحيان ننصح بعمل تخطيط للدماغ لأن يتأكد الإنسان من وجود أي شوائب أو تأرجح في كهرباء الدماغ في تلك المنطقة، وإن وجدت فعلاجها سهل جدًّا، ويكون عن طريق تناول مضادات الصرع، حتى وإن لم يكن المرض نوع من الصرع.
إذًا القيام بتخطيط الدماغ وبعض الفحوصات الرئيسية للدم، أعتقد أن ذلك سوف يكون قاعدة طبية رئيسية إذا بدأنا بها، لكن لا تنزعجي لهذا الأمر، وإن كنت مُقدمة على الامتحانات الآن يمكن أن تؤجلي هذا الأمر إلى ما بعد الامتحانات.
من طرق العلاج الجيدة والجميلة جدًّا هي تحقير هذه الظاهرة، وعدم الاهتمام بها، وتجاهلها، وعدم الاسترسال في التمعن والتفكير فيها ومحاولة تفسيرها وتشريحها، هذا يساعدك كثيرًا.
تمارين الاسترخاء أيضًا ذات جدوى عظيمة في التقليل من هذه الأعراض، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) يمكن الرجوع إليها وتطبيق ما ورد فيها من إرشاد.
لا أعتقد أنه توجد علاقة ما بين الألم الذي تحسين به في عينك اليسرى وفي الجبهة التي فوق العين اليسرى، لكن قطعًا ربما يكون لديك مشكلة بسيطة في النظر هي التي سببت انقباضات عضلية في تلك المنطقة، مما أدى إلى الشعور بالألم الذي ذكرتِه، لذا يفضل أن تتأكدي من النظر في عينك اليسرى على وجه الخصوص.
بجانب تمارين الاسترخاء التي تحدثنا عنها والتجاهل، البعض يستفيد من بعض الأدوية البسيطة التي تساعد في علاج اضطراب الآنية، من هذه الأدوية دواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال)، وعقار (زاناكس) ويسمى علميًا (ألبرازولام) أيضًا يُستعمل، لكن الألبرازولام بالرغم من فعاليته لا ننصح باستعماله دون مراقبة طبية، لأن هذا الدواء قد يؤدي إلى شيء من التعود.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.