أسمع صوت قرقرة في حلقي..فما هو؟ وما علاجه؟
2013-12-03 02:52:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيانًا أسمع صوتا من حلقي, صوت يخرج من حلقي لا إراديًا كالقرقرة, وهو ليس تجشؤًا, فأنا لا أتجشأ أبدا, ولا أعلم ما السبب, فهل أعاني من مشكلة لعدم التجشؤ؟ وما هو علاج الصوت الصادر من حلقي؟ وهل هو يعني وجود مشكلة في الغدد التي لدي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ze E R حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسباب الأصوات التي تخرج لا إراديا من البلعوم متعددة، ومنها:
1- وجود رتج بلعومي مريئي يسمى (برتج زنكر) وهو عبارة عن كيسة منفتقة من جدار البلعوم إلى الفراغ المجاور للبلعوم, وهو قد يترافق مع تورم بالرقبة, ويتميز برائحة الفم الكريهة, من وجود البقايا الطعامية المتخمرة فيه, وكذلك عسرة البلع, فقد تنتج الأصوات البلعومية من تحرك البقايا الطعامية والسوائل داخل كيسة هذا الرتج.
2- السبب العصبي بسب تشنج عضلات البلعوم وارتخائها المتوالي اللاإرادي, مما يتسبب في امتلاء الهواء في المري, ثم خروج هذا الهواء اللاإرادي من المريء مصدرا هذه الأصوات, وهذه الحالة تترافق مع أمراض عصبية مثل الأسباب النفسية, وعسرة الحركة, وباركينسون, ولكن لا بد من وجود أعراض عصبية أخرى مرافقة, مثل الشلل أو التشنج العضلي المزمن في مناطق مختلفة من الجسم.
3- وهناك الأسباب الوعائية, مثل أم الدم على حساب الشرايين السباتية, وهو عبارة عن منطقة متوسعة في شرايين الرقبة, حيث إن هذه المنطقة المتوسعة تسبب إحساسا وقرقرة لا يسمعها إلا المريض نفسه على الأغلب, وهناك حالات من التصلب العصيدي في شرايين الرقبة تسبب تضيقا في هذه الشرايين, وهو يصدر صوتا أثناء كل انقباض للقلب يسمعه المريض فقط أو الطبيب عند وضع السماعة الطبية.
4- أما الأسباب الفقارية فهي مرتبطة بالفقرات الرقبية, مثل وجود المناقير العظمية الشديدة على الفقرات, أو وجود تكلس في الفقرات, أو فتق النواة اللبية بين الفقرات, وفي كل هذه الحالات يكون الصوت على شكل فرقعة تترافق مع آلام في الرقبة, تزداد عند تحريك الرأس, وتنتشر للأطراف العلوية.
لذلك أخي السائل؛ لا بد من إجراء الفحص السريري, وكذلك الفحص بالمنظار؛ للتأكد من البلعوم والعضلة المعصرة بين البلعوم والمري, وكذلك الفراغات المجاورة للحنجرة للبحث عن أي ناسور أو رتج, كما يجب إجراء التصوير الشعاعي الظليل للبلعوم والمري, مع دراسة حركية المادة الظليلة؛ للتأكد من سلاسة حركة العضلات, وكذلك يمكن كشف النواسير والرتوج البلعومية المريئية بالمادة الظليلة, حيث يمتلئ الرتج بها, وهناك فحص بجهاز يقيس الضغط في البلعوم والأقسام المختلفة للمري (اختبار القياس بالمانومتر المريئي لضغط المرئ) وهو يكشف حالات التشنج العصبي في المري والبلعوم, واضطرابات الحركية البلعومية المريئية.
أما بالنسبة للأسباب الوعائية, مثل أم الدم, والتضيق الشرياني بالعصيدة الشريانية؛ فلا بد من نفيها بواسطة الفحص بالإيكو دوبلر لشرايين الرقبة, حيث تكشف وجود التوسع, أو التضيق في هذه الشرايين.
بالنسبة لحالتك أخي السائل فأنت لم تشتك من رائحة, ولا تجشؤ, وعليه فالأغلب أنه لا يوجد لديك رتج أو ناسور بلعومي, كما أنك لم تربط هذا الصوت الذي تشبهه بالقرقرة بنبض القلب, ولذلك أستبعد -ولا أنفي- الأسباب الوعائية.
أما الأسباب الفقرية: فأنت عزيزي السائل لم تشتكِ من آلام الرقبة, ولذلك نستبعد هذا الاحتمال أيضا, وكذلك الأسباب العصبية, فأنت لم تشتكِ من تشنج أو تصلب في عضلات أخرى في الجسم, ولذلك لم يتبقَ لنا إلا الأسباب النفسية التي قد تسبب ارتخاء وتشنجا متواليا في عضلات البلعوم؛ مما قد يصدر هذه الأصوات, خاصة إذا كانت هذه الأصوات التي تسمعها تزداد عند التعرض للمواقف الاجتماعية المحرجة.
وفي كل الأحوال لا بد من مراجعة العيادة التخصصية لإجراء ما ذكرته من استقصاءات حسب ما يراه الطبيب عند فحص الحالة, حيث إن العلاج في الحالات العصبية دوائي ينظم حركة المري, وأحيانا نلجأ للمهدئات اللطيفة ولمدة محدودة.
وفي حالات معينة يمكن حقن البوتوكس في العضلات البلعومية المتشنجة, وهو يعطي راحة من الأعراض تمتد لثلاثة أشهر, حيث يجب إعادة الحقن في حال تكرر الأعراض.
بالنسبة لما ذكرته من عدم تجشؤك؛ فالتجشؤ يصدر بسبب وجود التخمرات من المعدة, فإن كان الطعام متوازنا, والكمية محدودة في كل وجبة كما وصانا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذ قال: (ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك), وكذلك في حال كون المعدة تعمل جيدا, والطعام يتم هضمه جيدا؛ فإن الغازات الصادرة من المعدة تكون قليلة, وغير ملحوظة, وهذا علامة على جودة الهضم شرط عدم وجود الغازات في البطن.
بالنسبة لأمراض الغدد الصم؛ فأنا أطمئنك بأنها لا علاقة لها بالحالة التي تعاني منها.
ودمتم بصحة وعافية.