أرجوكم ساعدوني:أصاب عقيدتي خلل من بعد إيمان!
2013-12-11 02:54:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري 21 سنة.
كنت ملتزمة في ديني، وكنت أعرف الله، لكن لا أعلم ماذا حدث لي فجأة، حيث ابتعدت عن الصلاة، وأصبحت أنسى كل شيء عن الله ربي وديني، -والله العظيم- أنا في حيرة من أمري، وفي ضيقة وهم وكرب كبير، أشعر أنني ضائعة.
أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، أنتظر إجابة المشايخ وعلماء الدين على أسئلتي التي أرهقتني:
1- من أول من افترض وجود إله في الكون؟
2- لماذا يوجد، ولماذا يحتاج الكون لإله؟
3- ما معنى كلمة إله ورب؟
4- ما معنى العبادة؟
5- لماذا نعبد الله؟
6- هل كلمة (عبد) تعني الذليل؟
أرجو منكم أن تدعو لي بالهداية والحكمة والعقل والرشد، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الله أكبر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك الهداية والرشاد، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يعجل لك بالخروج من هذا الضيق والنكد الذي تعيشينه، ولكننا نقول لك -أيتها البنت العزيزة– أن هذه الأحوال التي تعيشينها من نكد العيش وضيق الصدر هي ثمرة ونتيجة للجري وراء هذه الوساوس التي يُمليها عليك الشيطان، فتتفاعلين معها بإثارة السؤال تلو السؤال، والبحث عن أجوبة عنها، وهذا غاية ما يتمناه الشيطان منك، فإنه يريد أن يوقعك في دائرة الشك، ويجرك إلى مستنقع الحزن، كما قال الله تعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليُحزن الذين آمنوا}.
العلاج -أيتها البنت العزيزة– إن كنت جادة في تخليص نفسك من هذه الحالة التي تعيشينها، أن تستعيذي بالله من الشيطان وشركه، وأن تعتصمي بالله، وأن تُعرضي إعراضاً كليّاً عن هذه الأسئلة السخيفة، التي لا تحتاج في الأصل إلى جواب، لولا أن الشيطان زينها لك، وصارت عندك من القضايا الكبيرة العميقة، التي تحتاج إلى حكماء وفلاسفة وأساطين أهل العلم من أجل أن يجيبوا عنها، مع أنها أقل وأحقر من أن يُلتفت إليها، فكيف يرضى العقل البشري أن يقبل بأن هذا الكون المخلوق بهذه الدقة والإحكام، مع عظم هذا الكون وما فيه من مخلوقاتٍ وأجرام كبيرة وصغيرة، وما في هذا الكون من عجائب ونظام دقيق، كيف يقبل العقل البشري أن يُوجد كل هذا الخلق من غير خالق له – من غير موجد –، وكيف يقبل العقل أن يتصور أن مثل هذه المخلوقات تمضي بنفسها دون وجود مُدبِّرُ يدبرها، ومصرِّفُ يصرف أحوالها، لا شك أن العقل لا يقبل ذلك، إذ لا يقبل بشيء أقل من ذلك بكثير، فالعدم لا يصنع شيئًا.
فوجود الخالق أمرٌ فطري موجود في كل الفطر السليمة، والعقول الصحيحة لا ترضى إلا بالتسليم بوجود خالق لهذا الكون، فهذه ليست فرضية، كما أنك تتصورين وتسألين عمَّن اشترط وجود إله في الكون، أنت بنفسك دليل على وجود خالق خلقك، فمن الذي خلقك بهذا الإحكام وهذا الإتقان؟ ولذلك الله -عز وجل- دعنا إلى التفكر في أنفسنا فقال: {وفي أنفسكم أفلا تُبصرون}.
أما كلمة الإله والرب، فالإله من أسماء الله -تعالى-، ومعناه (المعبود)؛ لأنه -سبحانه وتعالى- الخالق المالك المتصرف، فإذا كان هو خالق، فهو الذي يستحق أن يُطاع، وأن يتقرب إليه خلقه وعبيده، ويحبونه ويتذللون له؛ لأنه يملك ضرهم ونفعهم، والرب هو المالك المتصرف المدبر.
العبادة تعني أن نتقرب إلى الله -تعالى-، ونتذلل إليه ونطيعه فيما يأمرنا، وهذا مقتضى التسليم؛ بأنه الخالق لنا المدبر لأمورنا، كما قال لنا -سبحانه وتعالى-: {ألا له الخلق والأمر}.
نحن ندعوك إلى نبذ هذه الوساوس، والاشتغال بما ينفعك وتعلم دينك.
نسأل الله -تعالى- أن يجعلك مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.