هل أعمل شرطي مرور وأنا أحمل شهادة جامعية؟
2013-12-01 02:22:20 | إسلام ويب
السؤال:
سيدي الكريم:
أشكركم على جهودكم الجبارة التي تقومون بها, وكلمة (شكرا) لا تكفي, فجزاكم الله ألف خير.
أنا -سيدي الكريم- حاصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية, تخرجت في 2011, ومنذ عامين وأنا شبه عاطل عن العمل, وأتقاضى منحة.
شاركت في مسابقات التوظيف ولم أنجح, والآن يوجد وظيفة لي في الشرطة, وأريد أن أدخل, ولكن عندما أفكر أني أحمل شهادة عليا, ويكون عملي هو حمل صفارة والوقوف في الطرقات أصاب بخيبة أمل كبيرة.
أريدكم أن تشيروا علي، هل البطالة أفضل أم هذا العمل؟ وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فوزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك الثناء على الموقع، ونؤكد لك أنه شرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من الفضلاء، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونؤكد لك أن العمل الشريف أفضل من البطالة، وكل عمل شريف طالما كان الإنسان يؤديه خدمة لبلده أو لأمته أو يقوم بتقديم خدمات عامة كحال المهنة المعروضة عليك، ولذلك نقترح عليك أن تفوز بهذه الوظيفة، ولا مانع بعد ذلك من أن يطلب الإنسان الأفضل والأحسن، ونحن (حقيقةً) لا نريد لمن يطلب العلم أن يكون همّه الوظيفة فقط، لأن العلم في حد ذاته مطلوب، ولو أن رجال الشرطة ممن تعلموا من أمثالك لارتفع مستوى الأداء واستطاعوا أن يتعاملوا مع الناس بصورة أفضل وأكمل، لأن العلم نور، والناس جميعًا بحاجة إلى العلم وبحاجة إلى طلب العلم.
ونحب أن نؤكد لك أن هناك بلادا كثيرة بحاجة إلى متخصصين في اللغة العربية، فإذا استطعت أيضًا أن تخرج إلى بلد آخر تعمل في هذا المجال فذلك جيد وطيب، ونتمنى –وأنت تعمل في هذا العمل– أن تحاول أن تطور قدراتك في اللغة، وتحافظ على ما درست، وتنمي ما عندك من مهارات حتى يأتي اليوم المناسب والمكان المناسب.
ولست أدري في بعض البلاد حتى الشرطة لها مدارس متخصصة لتدريس أبنائهم، فيمكن أن يستمر بك الحال فتجد نفسك في الأخير، الناس بحاجة إلى هذه الوظيفة، وظيفة اللغة العربية والتخصص فيها، هي من أهم الوظائف التي يحتاجها الناس، حتى في الإدارات والوزارات هم يحتاجون إلى تخصص في اللغة ، يصحح الكتابات، ويرسل، ويكتب لهم الصيغ، ويُعدّ بعض البحوث والأوراق المتخصصة باللغة العربية.
لذلك نحن نتمنى ألا تتوقف إذا جاءك أي عمل شريف تسارع إلى الدخول فيه، ولا مانع بعد ذلك من أن يطلب الإنسان الأحسن والأفضل، ويقدم بأي عمل خدمة لبلده ولنفسه، والإسلام لا يريد الإنسان أن يكون متبطلاً أو متعطلاً، بل يريد للإنسان أن يسعى ويتحرك، لأن هذه أسباب، والله هو الرزاق سبحانه وتعالى، فالمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب القائل: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يبارك لك في رزقك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونتمنى أن نراك ناجحًا في ميادين الحياة كلها، والأمة بحاجة إلى شتى المجالات من أمثالك من الفضلاء.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.