أحب فتاة وتحبني وهناك صعوبة في الزواج منها، فما الحل؟
2013-12-01 01:48:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ..
أشكركم مجددا على هذا الموقع الطيب المبارك الذي قد أفاد الكثير من الشباب والفتيات في حلول الكثير من مشاكلهم في شتى الجوانب، أسأل الله المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم، ويجزيكم خيرا كثيرا.
أنا شاب أبلغ من العمر23 عاما، غير متزوج، طالب جامعي، إنسان متدين، ومحافظ على الصلاة، متجنب المنكرات بقدر المستطاع، ولله الحمد والمنة.
مشكلتي هي: أنني وقعت في حب فتاة منذ سنتين، وما زالت علاقتنا مستمرة حتى الآن.
البنت الآن تحبني حبا كثيرا، لدرجة أنه تقدم لها أكثر من5 رجال، ورفضتهم بسببي، وهي على حسب ما تقول: لن تتزوج غيري مدى العمر، إذا لم يتم زواجها مني.
أنا أحبها أيضا حبا شديدا، ويعلم الله أن حبي لها حب صافي نقي، وكل ما أريده من حبي لها هو أنني أريد الزواج منها، ولكني ﻻ أستطيع بسبب أنها في مدينة وأنا في مدينة أخرى، وﻻ نعلم ما هي الوسيلة التي يمكن أن توصلني إليها لكي أخطبها من أهلها، خصوصا أن عندنا عادات وتقاليد في مثل هذه الأمور.
علما بأني قد تعرفت عليها في برنامج على (الجوال) والبرنامج ليس برنامج دردشة (شات) وإنما برنامج تواصل.
أنا مقتنع بالفتاة وراضي بها كزوجة لي، كما أنها فتاة عفيفة ومحبوبة أيضا، وما يزعجني دائما هو كثرة بكائها عندما أصارحها بأن الله عز وجل قد لا يكتب نصيبا بيننا ونكون لبعض، وقد يوفقنا الله لزواجنا من بعض.
هي ﻻ تتحمل الكلام كثيرا، بل إنها لم تصبح قادرة على الخوض في مثل هذه المواضيع، حتى لو كانت مجرد نقاش فقط ﻻ غير.
قد تعبت كثيرا من هذا الحب، وأثر ذلك على نفسيتي ونفسيتها أيضا، لدرجة أنها تتعب بعض الأحيان وتدخل المستشفى، وذلك بسبب حديثي في بعض الأمور الحساسة بيني وبينها، مثل: أمور الزواج، أو إذا ذكرت بأن الفراق هو الحل الأمثل لهذه العلاقة، وهو مجرد حديث لا أكثر.
أرجو منكم أن تساعدوني، ما هو الحل الأمثل لحالتي هذه؟ ما هي الطريقة التي يمكنني أن أتوصل إليها وأخطبها من أهلها؟ فإذا تقدمت لها ورفضت بعد الاستخارة سيكون كل منا راضيا بما يحصل، وقد أخبرتها بذلك، والخيرة فيما اختاره الله.
هل أتركها من دون أن أخبرها؟ وهذا شيء صعب بالنسبة لي، ولن يسمح ضميري بذلك، ولكن إذا كان هو الحل الأمثل سأفعل، وما عند الله خير وأبقى،
ما هو الحل؟
أرجو إفادتكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونؤكد لك أن هذه العلاقات التي تبدأ بهذه الطريقة توصل إلى مثل هذه النتائج، ولذلك نحن نريد في بداية كل علاقة بين شاب وفتاة إذا تعرف عليها؛ فعليه أن يتوقف فورًا، ويسأل عن أهلها ليتواصل معهم، ثم يُخبر أسرته ليأتي البيوت من أبوابها.
أما أن تستمر العلاقة مع وجود العوائق، مع البعد، مع عدم التأكد من رفض الوالدين أو قبولهم، فإنكم أدخلتم أنفسكم في حرج شديد وفي أمر ضيق، نسأل الله أن يسهل عليكم، وأن يُخرجكم مما أنتم فيه.
على كل حال ليس لك خيار إلا أن تسافر إلى مدينتها، وتحاول أن تتعرف على محارمها لتطلبها منهم بطريقة رسمية، أو يعطوك أرقام الهاتف الخاص بإخوانها فتكلمهم، لتأتي البيوت من أبوابها، ونتمنى قبل ذلك أن يحصل توقف تام عن هذه العلاقة حتى تُوضع في إطارها الصحيح.
إن الإنسان لا يجوز له أن يتواصل مع فتاة أجنبية ويتكلم معها في أمور الزواج، وفي أمور المشاعر دون أن يكون هناك غطاء شرعي لهذه العلاقة، فإلى الآن هذه الفتاة ليس لها أي رابط بك أو علاقة بك، فهي أجنبية عنك، وكل هذا التوسع الذي حصل يحتاج إلى استغفار وتوبة وتوقف، ثم بعد ذلك تسعى بصدق في وضع العلاقة في إطارها الصحيح.
في مثل هذه الأحوال من المناسب أن تسافر لمدينتها، ثم بعد ذلك تأتي وتُظهر لهم أنك (خلال هذا السفر رأيت فتاة مؤدبة وسمعت عن فتاة، ولك رغبة في الزواج منها، وأهلها كذا وكذا) حتى تبدأ المسيرة؛ لأننا لا نريد أن يعرف الأهل أو تعرف أسرتك أو يعرف الجميع أن العلاقة تكونت بهذه الطريقة، فإن الناس دائمًا يُسيئون الظن بمن يتواصل بالهاتف أو بالإنترنت، أو بنحو ذلك من وسائل الاتصال الحديثة التي يُظَنّ بمن يتواصل من خلالها دون غطاء رسمي، دائمًا يُظنُّ بهم السوء والشر.
لذلك لا تضعوا أنفسكم في مواطن التهم، وطبعًا سيواجه إشكال: كيف تعرفت عليها؟ لكن في حال السفر إلى مدينتها، لو عرف عنك أنك سافرت إلى مدينتها فإن هذا غطاء جيد وسبيل جيد لإقناع أهلك أنك في سفرك إلى المدينة الفلانية سمعت عن فتاة أو رأيت فتاة وأعجبتَ بها وسألت عنها، وتريد منهم أن يخطبوها لك، وعند ذلك تسعى الأسرة للتعرف على تلك الأسرة؛ لأنه لا إشكال أن يتزوج الإنسان من مدينة أخرى، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
لكن كل هذا المشوار وكل هذا السفر حتى لا يعرف الناس أن العلاقة كانت في الخفاء وأنها كانت في الخطوط العنكبوتية (الإنترنت) التي الشيطان هو الحاضر فيها، فإن الشاب مع الفتاة في النت أو في الهاتف الشيطان أيضًا هو الثالث الذي يزين لهم الكلام.
نحب أن نؤكد لك أن هناك ثمة مسألة مهمة، وهي بعد أن تأتي بيتها من الباب وتقابل أهلها لا بد من النظرة الشرعية؛ لأن الكلام المعسول يُجيده كل أحد، ولكن بعد أن تراها لا بد أن يحصل الارتياح، ولا بد أن يحصل من طرفها الارتياح، وعندنا تجارب تواصلوا لمدة طويلة فلما رآها كرهته وكرهها.
لذلك الشريعة تهتم (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤْدمَ بينكما)، (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا) إلى غير ذلك من التوجيهات النبوية الشريفة في هذا الميدان.
إذًا نحن نريد الآن أولاً أن تتوقفوا، ثم بعد ذلك تسعى في السفر إلى بلدها، وهناك تحاول أن تتعرف على إخوانها، والمداخل إلى أسرتها، ثم تأتي لأسرتك فتقول: (في سفرتي هذه تعرفت على رجل طيب وأقوام طيبين، وعندهم بنت أنا أريد أن أتزوج منها) سيندهشون، لكن سيقولون: (مَن؟ من أي قبيلة؟ من أي أسرة؟ أين مكانهم؟) بعد ذلك تذهب بأسرتك إلى ذلك المكان حتى يحصل التعارف والتآلف، ثم بعد ذلك تُكمل المراسيم.
أرجو أن تستغفروا عن كل التجاوزات التي حصلت؛ لأن العلاقة من البداية ينبغي أن يكون هدفها واضحا، وينبغي أن تكون إمكانية الزواج موجودة، ليس أمرًا يعتبر من المستحيلات وتدخلون فيه وتتوسعون فيه بهذه الطريقة.
نحب أن نؤكد أن هذا الذي حصل (أكرر) خطأ، يحتاج منك ومنها إلى تصحيح، ولا بد أن توقفوا هذه المسألة حتى لا تضيع عليها الفرص، وحتى لا يكون هناك جري وراء السراب، لا بد من حسم هذا الأمر فورًا، تُخبر أهلك، وتبين لهم أنك ترغب في فتاة في المدينة الفلانية، وأنهم ينبغي أن يذهبوا معك لمقابلة أهلها، وتتواصل قبل ذلك مع إخوانها، وخالها، وعمّها، وأي واحد من محارمها، فإن وجدتم وفاقًا واتفاقًا وقبولاً وترحيبًا ورضىً فتُكمل المشوار، وإلا فينبغي أن تبتعدوا عن بعضكم.
نحب هنا نؤكد أن الصعوبات التي تواجهكم، الانهيار، قساوة هذا الموقف أقل بكثير من الآثام المترتبة على الاستمرار في هذا النفق المظلم، نحن نقدر أن الأمر سيكون صعبًا عليك وعليها، لكن الأصعب هو الاستمرار في المخالفة، الأصعب هو العصيان لرب البرية، الأصعب تجاوز هذه الخطوط وعدم رعاية قواعد وضوابط الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
نسأل الله أن يزيدك هدىً وهداية، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.