تحدثت مع شاب ثم خفت من الله، ما أفعل لكي أكفر عن ذنبي؟
2013-11-24 02:05:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من مشكلة وهي أني تعرفت على شاب، والله يسامحني ويغفر لي، وكنا نتحدث على الجوال وطلب أن يشاهد صورتي، لكن أخبرته أني خائفة من ربي، ولا أقدر أن أعطيه صورتي، فقال: كلنا نفعل الذنوب والمعاصي، فلا بأس لو رأيت صورتك، وسأحافظ عليها. أنا خفت كثيرا من الله أن يعاقبني، فتركت الشاب وحذفت برنامج المحادثة خوفا أن أكلمه مرة أخرى، أفيدوني -يا شيخ - ما أفعل لكي أكفر عن ذنبي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقَرَّ به عينك وتسكن إليه نفسك.
لقد أحسنت -أيتها البنت الكريمة- غاية الإحسان حين اتخذت هذا القرار الرشيد، وهو الامتناع من مراسلة هذا الشاب وإعطائه صورتك، وما قمت به من حذف لهذا البرنامج، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ولطفه بك، وعدم خذلانك، وأنت بهذا قد سددت بابًا عظيمًا من الأبواب التي يفتحها الشيطان أمامك ليجرك من خلالها إلى ما لا تُحمد عواقبه، والله عز وجل قد حذرنا من اتباع خطوات الشيطان فقال جل شأنه: {يا أيهَا الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
وكان الواجب عليك أن تمتنعي أولاً من محادثة هذا الشاب، ولكن قد لطف الله تعالى بك، فينبغي أن تكثري من حمد الله وشكره، ومن شكر هذه النعمة الإعراض عن الأسباب التي تجرك إليها ثانيةً.
وما دمت قد خِفت الله تعالى، وقطعت أسباب الذنب والمعصية خوفًا من الله، فإنا نأمل من الله تعالى أن يأجرك بذلك بخير مما تتركين، فإن الله تعالى كريم وهّاب، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله تعالى خيرًا منه، وتوبتك ستكون ماحية لذنبك -بإذن الله تعالى- فإن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) كما أخبرنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
أما هذا الشاب وأمثاله كثير من الذئاب البشرية، فإنهم يجرون فرائسهم إلى الشباك بهذه الطريقة التي رأيتها أنت من هذا الشاب من المكر والخديعة، وقد يُظهرون نوعًا من التدين والمحافظة والحرص على الفتاة والخوف عليها، وغير ذلك مما يتلونون به حتى إذا وقعت الفتاة في شراكهم، وقضوا منها غرضهم أحالوا حياتها جحيمًا، ورموها في بحار ومستنقعات الندامة والخزي، تتجرع الغصص والآلام وحدها، وهم يتفرجون ويضحكون.
فاحذري كل الحذر من أن تقعي فريسة سهلة لواحد من هؤلاء المجرمين، احذري أن تتحدثي إلى واحد منهم، احذري أن تراسلي واحدًا منهم، احذري أن توافي أحدًا منهم بصورتك، احذري كل الحذر من ذلك، ونحن أكثر منك خبرة وأوسع منك تجربة، فإننا قد سمعنا شكاوي عديدة من بُلدان متفرقة من فتيات لا يُحصينَ عددًا وقعنَ فيما وقعت أنت فيه، ولكن جرّهنَّ الشيطان إلى ما بعد ذلك، فتُصبح الفتاة حبيسة الآلام والأوجاع والأحزان، وربما وقعت في الفضيحة فدمّرت حياتها ومستقبلها، وذلك المجرم الآثم يعيش حياته بشكل طبيعي، غير آبهٍ بما جرى لها.
احذري كل الحذر، واعلمي أن ما شرعه الله تعالى لك من الآداب، وفرضه عليك من الحجاب والحشمة إنما فرضه عليك لأنه يُصلحك، ويحفظك ويحقق لك الأمن والأمان في مستقبلك.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك شر الأشرار.