خمول واكتئاب وقلق وهلع وأعراض أخرى، ما التفسير وما العلاج المناسب؟
2013-10-28 03:51:19 | إسلام ويب
السؤال:
سعادة الدكتور الوالد الغالي محمد عبد العليم .ز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي: خمول، اكتئاب، قلق، هلع، والسبب أني ذات يوم كنت نائما فصحوت وأحسست أني لست في الغرفة، أدور وأتحرك وبدأت ضربات قلبي تزداد بسرعة وقوة، وأحس أني سأموت، وأحس بثقل، ولا أستطيع أن أمشي، وأحس ببرد.
أسعفوني إلى الطبيب المناوب، قال: عندي أزمة قلبية، والضغط مرتفع، بعدها في نفس الوقت أسعفوني إلى مستشفى حكومي، وكان دكتور القلب موجودا استغرب من المناوب، وقال: أنت سليم، وعمل لي فحوصات وتخطيط قلب، وقال: ليس هناك شيء -الحمد لله- بعدها صارت تأتيني كل يوم النوبة بالذات أثناء نومي.
المهم عملت قسطرة تشخيصية، ومنظارا للقولون، وجهازا للمعدة، وتحاليل دم، لكل شيء حتى الغدة والفيتامينات، عملت رسما للدماغ وتخطيطا، عملت جهاز كبد وكلى، لم أترك شيئا، والنتيجة -الحمد لله- سليم بخير.
استخدمت الرقية -أستغفر الله- حتى المشعوذين، وأطباء الطب النفسي قالوا: قلق اكتئاب هلع، استخدمت (السيروكسات، الزولفت، لامكيتال، تجربتول) وأشياء كثيرة قد نسيت اسمها، الآن أنا أستخدم (سبرالكس)، والسبب أنه وصفه لي أكثر من 3 أطباء، كنت خائفا من الأعراض لكن -الحمد لله- ارتحت منه.
الافكسور أتعبني وابتعدت عنه، الآن أستخدم السبرالكس حبة قوة 10 جرام، طبعا بدأت 5 جرام لمدة 5 أيام، الآن لي 3 أيام على قوة 10 جرام.
أريد أن أعرف هل أنا على الطريقة الصحيحة في الجرعة؟ وهل سأرجع للحياة مثل الأول، علما أن بوادر الحالة النفسية منذ 5 سنوات.
أعراضي قبل استخدام علاج السبرالكس هي: خمول، صداع، زغللة بالنظر، طنين في الأذن اليسرى، طقطقة في الرقبة، ألم المفاصل، كتمة أحيانا، هلع أثناء النوم مثل أول يوم، أتعب لأقل مجهود، برودة، تنميل أصحو من النوم كأن قلبي واقف، بمجرد أن أتحرك تزداد ضربات قلبي، وأتنفس بصعوبة، وأحس أني سأموت كأني سأفارق الحياة، الآن لا أحس بهذه الأعراض بفعل السبرالكس.
وشكرا لك والدي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عشير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير، وأشكرك على كلماتك الرقيقة، وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك.
أيها الفاضل الكريم: لقد شرحت حالتك بصورة واضحة جدًّا وجلية جدًّا، وهي قطعًا حالة قلقية بدأت لديك بنوع من نوبات الهلع أو الفزع أو الهرع، وهي شائعة جدًّا.
حالتك لا علاقة لها مطلقًا بأمراض القلب، وقطعًا حين ذُكر أنك عانيت من أزمة قلبية، هذا أدخلك في أزمة نفسية كبيرة، لكن - الحمد لله تعالى - أن هذا الكلام لم يكن صحيحًا، والصحيح هو ما ذكره لك الطبيب في المرة الثانية.
أنت قمت بكل الفحوصات، ما هو روتيني منها وما هو تخصصي ودقيق، والحمد لله تعالى جميعها مطمئن جدًّا، وعليه لا أريدك أن تقوم مرة أخرى بتكرار هذه الفحوصات؛ لأن هذا قد يُدخلك لا أقول في توهمات مرضية، لكن قد يحدث لك نوعًا من المراء المرضي؛ بأن تُصبح كثير التردد على الأطباء، وهذا قطعًا لا أريده لك.
الحالة نفسية، الحالة بسيطة، وأنت اتخذت القرار السليم، وهو أنك بدأت في تناول عقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) هو من الأدوية النقية الممتازة والفاعلة، وأريدك - أيها الابن الفاضل الكريم - أن تتبع البروتوكول العلاجي العلمي، وهو أن تستمر على الدواء بانضباط شديد، بداياتك صحيحة جدًّا، بدأت بخمسة مليجرام، ثم رفعت الجرعة إلى عشرة مليجرام، أريدك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا.
حتى وإن تحسنت على عشرة مليجرام ارفعها إلى عشرين مليجرامًا؛ لأن هذا فيه تدعيما كبيرا جدًّا للتحسن، وهذه الجرعة ليست عالية، بل هي المتفق عليها الآن كجرعة وسطية علاجية مفيدة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.
بالنسبة للمناشط الحياتية والسلوكية: حقيقة لا تقل أهمية أبدًا عن العلاج الدوائي، بل هي المانعة للانتكاسات المرضية بعد التوقف من الدواء، هذه التدابير الحياتية تتمثل في حسن إدارة الوقت، كن حذقًا ومُجيدًا لإدارة وقتك – هذا مهم جدًّا -.
ثانيًا: اقبل ذاتك، وابن مشاعر إيجابية دائمًا حول نفسك.
ثالثًا: أكثر من التواصل الاجتماعي.
رابعًا: اجعل لنفسك أهدافا في هذه الحياة، وضع الآليات التي توصلك إليها.
خامسًا: كن حريصًا على بر والديك.
سادسًا: ممارسة الرياضة دائمًا نؤكدها.
سابعًا: تمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة جدًّا.
ثامنًا: أن تعيش حياة صحية، حياة طيبة، وقطعًا التزامك بأمور دينك سوف يمثل الدافع الجوهري لك في أن تظل صاحب نفس مطمئنة وفاعلة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.