خجل شديد وعدم ثقة بالنفس أين الحل؟
2013-10-27 01:57:23 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من الخجل الشديد، وأخجل من أي شيء لدرجة أني يمكن أن أضيع حقي، وليس عندي ثقة بنفسي، وأخجل أن أنظر إلى وجه الشخص الذي أتحدث معه، ودائما أحس أن الموت أفضل، وأني أزهد في الدنيا، وأحس بخوف من ناحية بعض الناس وقلق.
أخاف أن يتضايق أحد بسببي، ولو طلب أحدهم مني أي طلب حتى ولو كنت محتاجا لذلك الطلب لنفسي أخاف أن يتضايق مني، ولا أحب والديّ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال، ولعل ما يمرّ بك هو نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، وهو من أكثر أنواع الرهاب انتشارا، وخاصة بين الشباب، والعادة أن يحدث مثل هذا الارتباك أمام الغرباء، حيث يجد الشخص صعوبة في النظر في عيني محدثه، مع بعض القلق أو الخوف، والشعور بأن الآخرين ينظرون إليه، ومما يستغربه الشخص كثيرا أنه لا يدرك أسباب مثل هذا الخوف أو الارتباك.
وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور ومنها أولا كثرة انتشار هذا الرهاب، وإن كان الناس يترددون في الحديث عنه، ومما يعينك كذلك التفكير بأن للناس همومهم الخاصة فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك، أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم.
هذه الفكرة يمكن أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم.
وما يمكن أن يعينك أيضا هو أن تذكر أنك في 25 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وأن تتعلم بعض المهارات الاجتماعية التي ستعينك على الجرأة في الحديث مع الناس والنظر في عينيهم، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.
تذكر أن التجنب، كتجنب الحديث مع الناس، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب قليلا من الآخرين، وتحدث معهم بشكل بسيط أولا، ولا شك أن المحاولة الأولى لن تكون سهلة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وخطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة الأدبية، وبذلك تخرج مما أنت فيه، وبالتدريج.
ومما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن هجمة الارتباك قادمة، بأن تقوم ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، أو القيام بالتنفس العميق والبطيء، فكل هذا سيساعدك على التخفيف من أعراض الارتباك والخوف.
وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، ولكن لابد من المثابرة والاستمرار.
وبالله التوفيق.