بعد دخولي مرحلة العنوسة.. هل أقبل بمن يشتغل في توريد المواد الحافظة زوجاً؟
2013-10-27 05:16:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة في سن العنوسة، وفاتني قطار الزواج، تقدم لخطبتي شاب محترم يحفظ أجزاء من القرآن، ويؤدي الصلاة، ولكنه ليس ملتحيا، المشكلة هنا أنه يعمل في شركة لتوريد (المواد الحافظة) لشركات الأغذية، وحسب كلام الأطباء والباحثين أن المواد الحافظة هي مواد تضر المسلمين وتؤثر على صحتهم.
السؤال هنا: هل أوافق على هذا الشاب رغم أنه يعمل في عمل يؤذي المسلمين -أقصد شركة توريد المواد الحافظة- وأنا لا أحب أن أبني حياتي على إيذاء المسلمين أو المشاركة في ذلك؟
حيث أن ما يعذبني حقا أنني كنت من المحاربين بكل قوة لهذه المواد الحافظة في عائلتي وعملي؛ حيث كنت أعمل معلمة حضانة، وكنت أمنع الأطفال من شراء الحلوى والأغذية المضاف إليها المواد الحافظة؛ وذلك لعلمي بالأثر الضار والخطير لهذه الإضافات على صحة الأطفال.
وكنت أتعجب من أن الصين تقوم بتوريد الحلوى والمأكولات المليئة بالألوان الصناعية والمواد الحافظة رخيصة الثمن لبلادنا، والتي تنتشر في جميع مدارسنا، رغم أن الصين تقوم بحظر هذه المنتجات في مدارسها، وتقدم وجبات غذائية مطبوخة للأطفال.
فتاة تريد ألا تخبر عائلتها بأن المتقدم لها عقيم؛ لأنها ترى أن هذا شيء يخصها، فهل عليها ذنب إن تزوجته ولم تخبر أهلها؟
أرجو إفادتي لأنه أمر يؤرق حياتي وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
نصيحتنا لك - أيتها البنت العزيزة والأخت الكريمة – أن تبادري بالقبول بهذا الزوج ما دام متصفًا بالصفات التي ذكرتها، وما دامت فرص الزواج أمامك قليلة، وكونه يعمل بهذه الشركة التي تبيع المواد الحافظة لا يمنع ذلك من الزواج به؛ لأن هذه المواد كما علمنا منها ما يُباح استعماله إذا اقتصر فيها على القدر المطلوب، وكانت مصنعة من مواد طاهرة، فإذا كان الرجل يعمل في شركة تبيع هذه المواد لشركات التصنيع فإنه لا يأثم فيما إذا كان لا يعلم أنهم يخالفون.
أما إذا كان يبيع هذه المواد لمن يستعملها استعمالاً محرمًا، أو كانت هذه المواد مصنعة من مواد نجسة ففي هذه الحالة ينبغي أن يُنصح بأن يغيّر عمله، فإذا لم يفعل ذلك فسيعوضك الله عز وجل بخير منه.
أما عن كتمان عقم الخاطب عن الأهل فلا إثم فيه، لأن هذا أمر يعود إلى المرأة، فإذا كانت راضية بذلك فلا عار ولا نقص على أهلها، ولكن نصيحتنا ألا تُغفلي هذا الأمر بالكلية، فإن من أعظم مقاصد الزواج تحصيل الذرية والنسل، فإذا كانت أمامها فرص زواج أخرى فينبغي لها أن تهتم بهذا الجانب، وتعلم أنه أمر موثق في حياتها واستقرارها، أما إذا كانت فرص الزواج قليلة أو نادرة فتتوكل على الله سبحانه وتعالى، وتكثر من دعاء الله أن يرزقها بالذرية الصالحة، فإذا تزوجت فينبغي أن تنصح هذا الزوج بالبحث عن الدواء، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء).
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير ويرضيك به.