الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتصلنا رسائل كثيرة مشابهة لرسالتك، ومثل حالتك أصبحت ظاهرة لدى البعض، وهي في مجملها أعراض نفسية متداخلة مع أعراض جسدية، ويعرف أن العلاقة بين النفس والجسد هي علاقة وطيدة، والبعض يُحب أن يسمي هذه الحالات بـ (النفسوجسدية) يعني أن القلق أو التوتر أو المخاوف تكون سببت الأعراض الجسدية، وفي بعض الأحيان توجد أعراض جسدية بسيطة كالانقباضات العضلية (مثلاً) أو الحموضة في المعدة، ونسبة لحساسية الإنسان واستعداده الكبير للقلق، هذه الأعراض نفسها تؤدي إلى توتر وقلق، وهذا التوتر والقلق يؤدي إلى المزيد من الأعراض الجسدية، وهكذا يدخل الإنسان في هذه الحلقة المفرغة.
الأسباب لهذه الحالات لا أحد يستطيع أن يُحددها على وجه الدقة، لكن قطعًا هنالك نموذج علمي، وهي أن هذه الحالات ناتجة من عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية، والعوامل البيولوجية قد تتعلق بالوراثة، قد تتعلق بنمط الشخصية، هنالك شخصيات لديها قابلية للقلق والتوتر، والتخوف من الأمراض للدرجة التي قد يحدث للبعض منهم ما يسمى بـ (المراء المرضي) أو نوع من (التوهم المرضي) وقطعًا العوامل الاجتماعية والنفسية تتمثل في التنشئة والبيئة والأنشطة الاجتماعية، ونحن الآن قطعًا نعيش في زمن كثرت فيه الأمراض، وكثر فيه موت الفجأة؛ لذا أصبح الناس على مستوى العقل الواعي أو العقل الباطني تدب إلى نفوسهم المخاوف المرضية، وكثير من الذين يأتونا بآلام في الصدر وسرعة في ضربات القلب والشعور بالخدر في الذراع والوخز في الصدر يأتونا (حقيقة) عن طريق زملائنا في عيادات القلب، هذا من ناحية السببية.
أما من ناحية العلاج: فالعلاج ليس صعبًا، بشرط الالتزام به، ولكن عليك بالتالي:
أولاً: يجب أن تبني قناعات تامة أن حالتك هذه حالة بسيطة، وهي حالة نفسوجسدية.
ثانيًا: يجب أن تثبت طبيبا تراجعه بصفة دورية، هذا الطبيب يمكن أن يكون طبيب الباطنية (مثلاً) كل ثلاثة أو أربعة أشهر قم بمقابلته وإجراء الفحوصات العامة، هذا يطمئنك كثيرًا ويمنعك من التنقل بين الأطباء.
ثالثًا: حاول أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتمثل في النوم السليم المبكر، ممارسة الرياضة، أن يكون الإنسان فعّالا ونافعًا لنفسه ولغيره، أن يدير وقته بصورة صحيحة، أن يحرص على أمور عبادته، وأن يحاول أن يطور ذاته، وأن يكون هنالك توازن غذائي، هذه الأمور قطعًا تعطي الإنسان شعورًا إيجابيًا حول صحته النفسية أو الجسدية.
الجزء الآخر في العلاج هو الحرص على تمارين الاسترخاء، هي ذات قيمة علاجية كبيرة، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (
2136015) يمكنك الرجوع إليها لتأخذ ما فيها من توجيهات أو يمكنك إذا ذهبت إلى طبيب أو أخصائي نفسي سوف يقوم بإجراء اللازم.
الموضوع الجنسي: لا تشغل نفسك به كثيرًا، فهو جزء من عملية القلق والتوتر والكدر البسيط وخوف الفشل الذي يعتريك.
الجزء الأخير في العلاج – وهو مهم جدًّا – هو العلاج الدوائي: أنت محتاج بالفعل لأحد المضادات للقلق والمخاوف والمحسن للمزاج، وأعتقد أن عقار (زولفت Zoloft) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لوسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) هو من أفضل الأدوية التي توصف في هذا المجال، وربما تحتاج أيضًا لمدعمات بسيطة مضادة للقلق مثل عقار (ديانكسيت Deanxit) أو عقار (دوجماتيل Dogmatil).
هذه الأدوية كلها ذات فعالية ممتازة وجيدة، بشرط أن تتناولها للمدة المطلوبة، وأن تلتزم بالجرعة، وإن شاء الله تعالى حين تراجع الطبيب ربما يصف لك هذه الأدوية أو أي أدوية أخرى تعمل على تحسين المزاج وإزالة الأعراض الجسدية وإزالة المخاوف على وجه الخصوص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.