هل يحسد المرء على إيمانه وصلاته؟
2013-09-30 15:16:15 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أسأل هل يمكن أن يحسد المرء لإيمانه وصلاته؟ أريد أن أعرف كل شيء بخصوص هذا الموضوع؟ مثلا: إذا رآني أحد كل يوم أصلي ولا تفوتني فريضة هل يمكن أن يحسدني؟ وهل الحل في علاج ذلك الرقية الشرعية، وسؤال الله؟
وبخصوص الرقية: هل يلزم أن يقرأها علي شخص أم أنه يمكن سماعها عن طريق الحاسب؟
وشكرا لإتاحة هذه الفرصة الجميلة جدا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انا ضد الانقلاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يعيننا وإياك على فعل ما يُرضيه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد في رسالتك، تقول: هل يمكن أن يُحسد المرء لإيمانه وصلاته؟ أقول لك: نعم، بل لعل هذا من الأمور التي توجّه إليها نظرات الحاسدين والحاقدين؛ لأن بعض الناس –خاصة المحرومين من العبادة والطاعة– يحترق قلبهم عندما يرون بعض عباد الله قد أكرمهم الله تعالى بالاستقامة والإعانة على دينه، فكما يحسدون الناس على أموالهم، وعلى أولادهم، وعلى صحتهم، يحسدون الناس أيضًا على دينهم، وهذا كثير ومطرد، بل كما ثبت أن كثيرًا من الناس قد يؤثر الحسد فيهم تأثيرًا بالغًا، فقد يكون متفوقًا في طلب العلم والتعليم فيحسده بعض أقرانه أو من رآه، فتجده وقد نسي كل شيء وأصبح مُهملاً في طلب العلم والتعلم.
فإذًا قد يُحسد الإنسان بالنسبة للإيمان والصلاة، أقول لك: هذا وارد جدًّا.
هل من الممكن إذا رآك أحد -كما ذكرت– وأنت تصلي أن يحسدك؟ أقول لك: نعم، خاصة إذا كنت تُحسن الصلاة وتطمئن في ركوعها وسجودها وقيامها، فإن هذا أمر -كما ذكرت لك– قد يؤجج نار غيرك ممن لا يعرفون هذه النعمة.
هل الحل في الرقية الشرعية؟ أقول لك: نعم، إن الرقية الشرعية علاج ناجع ودواء كامل تام لمن آمن به وصدقه؛ لأن العبرة بالنية، والنبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فإذا كان لديك يقين في أن الرقية عبارة عن كلام الله تبارك وتعالى وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم– وأن الله أودع فيها من الخير ما لم يودعه في غيرها، فثق وتأكد من أنك سوف تستفيد من ذلك -بإذن الله تعالى– فائدة عظيمة.
تقول –في خصوص الرقية–: هل يلزم أن يقرأها عليك شخص أم أنه يمكنك أن تسمعها عن طريق الحاسب؟ أقول: لا مانع -إن شاء الله تعالى– من أن تسمعها عن طريق الحاسب، أو عن طريق الراديو أو المسجل أو السيديهات، فهذا كله وارد ومفيد، ولكن فائدة قراءة الشخص عليك أنه أحيانًا قد تحدث لديك بعض الأحوال، وقد يظهر عليك بعض الأعراض، فالحاسب لا يستطيع أن يعينك على شيء، وإنما تحتاج إلى قارئ راقٍ مباشر، حتى إذا ما حدث هناك أي تطور في الحالة كان من السهل عليه أن يتحاور معها وأن يتناظر معها، وأن يأخذ بيدك إلى ما ينبغي أن تكون عليه -بإذن الله تعالى-.
وإذا كنت تسمع من الحاسب فأنصحك بسماع رقية الشيخ محمد جبريل، فمن الممكن أن تستمع إليها؛ لأنها مفيدة ونافعة، وهي من أفضل ما يوجد في علاج هذه المشاكل التي تتكلم عنها والتي أشرت إليها، و لكن الأفضل فيما يتعلق بالرقية أن تكون من شخص، إذا استطعت أن تكون أنت، أن ترقي نفسك بنفسك فهذا حسن؛ لأنه كما ذكر (ليست النائحة كالثكلى).
والأمر الثاني: إذا لم يتيسر لك ذلك من الممكن الاستعانة ببعض إخواننا الثقات الكبار الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة العمل، فهؤلاء -بإذن الله تعالى– يؤجرون ويثابون على ذلك، ويساعدونك ويساعدون غيرك ابتغاء مرضاة الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعيننا وإياك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.