هل أتوظف رغم ضيقي من المديرة أم أبقى في البيت؟
2013-09-22 00:30:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عازبة، عمري 28 عاماً، متخرجة من الكلية، تخصصي معلمة، وبدأت بالتقدم لإحدى المدارس البعيدة عن مدينتي، مع العلم أني لأول مرة أتقدم للتوظف، لم يسبق لي التدريس ومشكلتي هي أني فتاة هادئة قليلة الكلام مع الأخريات، لا أحب التكلم كثيراً معهن، حتى لا أدري ماذا أقول لهن، ولكن لي رغبة في التوظف، وقادرة على مواجهة الطلاب والتدريس، وعندما تقدمت للمديرة، طلبت مني الانتظار على أساس أني سأكون بديلة عن معلمة ليس لها شهادة تخرج، وهنا حصلت مشكلة بين المتخرجات وغير المتخرجات، احتمال أن أكون بديلة عنهن، واحتمال لا.
انتظرت يوماً ورجعت للمدرسة، لكن المديرة لاحظت في فترة انتظاري علي الهدوء، وعدم انخراطي مع المعلمات، لكن عن نفسي أنا انخرطت بالمعلمات، ولكن المديرة لا تلاحظ، وأخذت تطلب مني التكلم مع البنات وأن يتكلمن بدورهن معي، أنا أول مرة أتوظف وأقابل المعلمات، ولا أعرفهن، ألم تتسرع المديرة في ذلك؟ يعني بالتدريج سأتعرف عليهن، وكلماتها جرحتني، ولم تعد لي رغبة في التوظف عندهم، ولأن المدرسة بعيدة، والعمل متعب فيها.
ماذا أفعل؟ هل أتقدم لمدرسة تكون قريبة مني؟ أم أترك التوظف وأجلس في البيت؟ وكنت في البداية سعيدة بالتقدم، وبالوظيفة فأنا محتاجة لها لأني عانس، ولم يتقدم لي أحد، وهل هناك طرق تعينني على الزواج؟ وماهي؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا المعلمة- في موقعك، ونؤكد لك أن الوظيفة في هذا المجال مهمة ومفيدة، وهي من وسائل الزواج أيضًا، لأن شباب اليوم يبحث عن الموظفة المهذبة المعلمة مثلك، ومعلوم أن وجود المال في يد الفتاة، خاصة إذا كان في بلاد فيها مدارس خاصة للبنات، وتجد راحتها بين جمهور النساء، وجود المال في يدها مما يزيد أسهمها، ويلفت نظر الرجال إلى التقدم إليها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
وأرجو ألا تتأثري كثيرًا بكلام تلك المديرة التي نعتقد أنها تسرعت، ولستُ أدري ماذا تريد من كثرة الكلام؟ إذا كنت ستنجحين في مواجهة الطالبات، فلا معنى من كثرة الكلام مع المعلمات أو مع الجارات، وما أحوجنا –رجالاً ونساءً– إلى قلة الكلام، فإن من عدَّ كلامه من عمله، قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه، وفعلاً معرفة الإنسان بالآخرين ينبغي أن تكون بتدرج، أما أن ينخرط الإنسان من أول يوم في ضحكات ومجاملات وكلمات، فهذا يدل أيضًا على خفة قد لا تُفضل، وقد لا تُستحب أن تكون صفة في معلمة تريد أن تعلم البنات والأجيال.
فما ينبغي أن تهتز الثقة التي عندك لمجرد هذه الكلمات من المديرة، وابحثي عن مدرسة أخرى وعن مديرة أخرى، واعلمي أن وجود الإنسان وسط الناس لا بد أن تواجهه صعاب، ولكن مع ذلك المؤمنة التي تخالط الناس، وتصبر على الأذى، خير من التي لا تخالط ولا تصبر، والكلمات التي يسمعها الإنسان، والمواقف التي تؤذيه هذه ضريبة طبيعية لوجود الإنسان بين جماعة البشر، الذين هم أصناف وأشكال، فيهم الجيد، فيهم السيئ، فيهم الطيب، فيهم الغافل، فيهم الحاقد، والمهارة هو أن يداري الإنسان هؤلاء، أن يتماشى معهم، يعامل كل إنسان بحسب حاله.
والمرأة ينبغي أن تشتغل بتطوير مهاراتها، وهذا من المهم، أن تعرفي كيفية مواجهة الطالبات، السؤال عن أحوالهنَّ، الالتزام في الملبس وفي التصرف، حسن الاستقبال للطالبات، الشدة المخلوطة باللين، يعني حزم في غير شدة، ولين في غير ضعف، أن تحرصي أن تعدلي بين الطالبات، تُقبلي عليهنَّ بوجهك، وتُخلصي لهنَّ في النصيحة، تحاولي أن توسعي دائرة المعرفة بطالبة وبأحوالها وأسرتها، فإن معرفة الخلفية الاجتماعية والثقافية للفتيات مما يعين المعلمة على النجاحات.
ندعوك إلى الإسراع بالبحث عن وظيفة أخرى، طالما أنك حاملة للشهادة ومتخرّجة، والساحة بحاجة إليك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على صعوبات الحياة، ويعينك على الطاعة، وتعينيه أيضًا على صعوبات الحياة والطاعة، ونسأل الله التوفيق والهداية للجميع.