أشعر بقلق وتوتر وخدران وخوف عند الشجار.. لماذا؟
2013-09-23 04:12:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عند التعرض لمشكلة مع شخص لا أعرفه، يحصل لدي قلق وتوتر ونوع من الخوف، بحيث لا أريد التشاجر معه، وأحاول أن أبعد عنه، ولكن إذا اضطررت للتشاجر معه بحيث هو يكون البادئ، فإن الخوف ينزاح وأقاومه، ولكن المشكلة أني أشعر بتخدر في جسمي وخفقان في القلب، بحيث لا أستطيع تحريك يدي ولا جسمي، وينقطع نفسي، وبعد تدخل بعض الأشخاص وفك النزاع أجد نفسي لا أقدر على التنفس وأحس بالموت عند الشهيق، وأحس بألم في صدري ومعدتي بنفس الوقت.
بعد ذلك أقوم بقهر نفسي بأني شخص عديم الفائدة، وكما يقول لي بعض الناس: (جسم على الفاضي) فوزني: 120، ولا أمارس الرياضة، وأكلي نوع واحد، وهو كالعادة خبز وجبن وشاي، والجبن من النوع السائل، أشرب الغازات، ومدخن وبشراهة في وقت الفراغ، أعاني من ارتفاع الأملاح، حمض البوليك واليوريك اسيد.
الرجاء مساعدتي في القضاء على الخوف، وجعل جسمي يحافظ على طاقته.
ودمتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الظاهرة معروفة؛ لأن جسد الإنسان عند المواجهات يحدث فيه تغير كبير في بعض المواد الداخلية، وكذلك الحركات العصبية، فهناك مادة تفرز تسمى بالـ (أدرينالين Adrenaline) يتفاوت إفرازها من إنسان لآخر، فالإنسان إذا وُوجه بأي نوع من الخطر، أو ملاقاة أسد أو عدو -مثلا- إما أن يهرب، وإما أن يقاتل، وفي كلا الحالتين يحتاج الجسم لهذا النوع من التحضير، وهذا التحضير يؤدي بالفعل إلى شعور بالتخدير لدى بعض الناس، وحتى في تلك اللحظة إذا أصيب الإنسان بضربة بجسم صلب، أو حتى بالرصاص لا يشعر بها؛ لأن الجسم في حالة يقظة مرتفعة، وخفقان القلب ناتج من زيادة تدفق الدم؛ لأن عضلات الجسم حتى تقوى على المواجهة تحتاج لكميات أكبر من الأكسجين، والأكسجين يتوفر من خلال فعالية القلب بصورة أكبر.
بعض الناس يحدث لهم رد فعل سلبي، حيث يحسون بعدم القدرة على الحركة، وكما ذكرت تسارع في التنفس، أو كتمة شديدة، وشعور بأن الموت قد دنا، هذا يحدث كجزء من هذه الظاهرة الفسيولوجية.
إذًا ما يحدث لك هو أمر طبيعي، والمهم في الأمر هو أن تغيّر مفهوم أنك يجب أن تحفز نفسك وتحضرها من أجل مواجهة الآخرين والمشاجرات، هذا المفهوم أصلاً ليس طيبًا، لماذا تتشاجر؟ لماذا لا تكون من الكاظمين الغيظ؟ لماذا لا تكون من العافين عن الناس ومن المحسنين؟ لماذا لا تكون من المتسامحين فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم.
أيها الفاضل الكريم: مهما كان الإنسان طيبًا ومهما كان مهذبًا إذا كان سريع الانفعال خاصة عند مواجهة الآخرين هذا يُلحق ضررًا كبيرًا بالصورة الكلية للإنسان (ضرر اجتماعي، وضرر نفسي، وضرر سلوكي، وضرر فسيولوجي، وضرر على الصحة النفسية والجسدية) فأعتقد مبدأ المواجهات أصلاً يجب أن نتعامل معه بحكمة وروية، وهذا أعتقد أنه سوف يغيّر وضعك تمامًا إذا انتهجت هذا المنهج.
حاول أن تتعرف على الصالحين من الشباب والجيدين وأصحاب الخلق القويم، الذين لا يتشاجرون، ولا يسيئون إلى الآخرين، فإذا انتقلت لهذا المحيط الجيد، وهذا النمط من الحياة قطعًا سوف يعطيك دافعًا نفسيًا إيجابيًا، وتجد أن جهودك النفسية والعصبية والعضلية قد وُجّهت في الاتجاه الصحيح.
أيها الفاضل الكريم: أنت لديك مشكلة في الوزن يجب أن تعالجها، وهذا فيه ضرر كبير على صحتك، يجب أن تمارس الرياضة، يجب أن تلجأ للحمية الغذائية على أساس علمي، والتدخين خطير وخطير خاصة أنك تدخن بشراهة، ولديك ارتفاع في الأملاح.
أخي الكريم: وضعك غير صحي، لا بد أن أقول لك بأمانة، وأنت في هذا العمر، فالتفت لنفسك ولا تلتفت للشجار مع الآخرين، نظم حياتك، عش حياة صحية، -والحمد لله- لديك وظيفة حاول أن تطور نفسك من خلالها، أعتقد أن هذا هو المطلوب.
أنت لست بحاجة إلى أي نوع من العلاج الدوائي، إنما تغيير وترتيب نمط الحياة، وكذلك تغيير المفاهيم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.