كيف أتعامل مع ظلم زوجي وأهله لي؟
2013-09-12 00:04:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تزوجت حديثاً ولم يمر على زواجي أكثر من خمسة عشر يوماً، ونظراً لبعد مقر زوجي عني، قرر أن يظل معي لمدة أسبوع بعد عقد القران كي نتفسح معاً -على حسب قوله- فلما أخبر عائلته قالوا له: سنظل في مدينة زوجتك ونتفسح، وكان بالنسبة لي أمرا عاديا، في ذلك الأسبوع كنا -أنا وهو- أحياناً نخرج وحدنا، وأحياناً نخرج معهم، وكنت كلما خرجت معهم أحس أنه غير مرغوب في وجودي، وكان زوجي يلاحظ هذا، ويطلب مني أن أصبر وأتحمل، وكنت أسمع كلامه وأذهب عندهم، وأجلب لهم شيئاً معي.
والله إني كنت أحسن معاملتي معهم، رغم أنهم بعد عقد القران تغيروا من جهتي، كانت أمه تناديني ابنتي، وكنت أحس أنها تحبني، لكن بعدما عقد القران تغيرت، حتى جاء يوم ووقفت أخته تحدثني بأسلوب رجولي، وتفرض علي أني لما ألد أسمي طفلي باسم فلان، لم يعجبني تصرفها، قلت لها: أنا لا أعرف إن كان ربي سيرزقني بالأولاد أم لا! قالت لي: المهم أنا أخبرتك، ولماذا تريدين الخروج؟ لا تخرجي وحدك، وكان كلامها قاسيا، وزوجي يرى ويسكت، حتى وصل بها الحد أنها تبعث له ابنتها الصغيرة في كل مرة نكون وحدنا، أو نحكي شيئاً سرياً بيننا.
بعدها صرت لما أذهب معه عندهم، لا تسلم علي ولا تجلس في المكان الذي أكون فيه، أو تخرج وتسأل عن أحوال أخيها ولا تسأل عني، حتى جاء يوم رجوعهم لمدينتهم، لما ذهبت مع أمي لنسلم عليهم، لم تسلم علي أيضاً، تركت وجهي معلقاً في الهواء وذهبت، وبكيت وهو يصبرني لأتحمل لأجله، قلت له: أتحمل لكن إلى متى؟ أنت لا تدافع عني، ولا تقول لها لم تتعامل معي هكذا؟ قال: لا أريد الصداع، وأنا أعلم أنك لم تفعلي شيئاً، وأختي هي المخطئة، وهي معروفة بالشر، ولما رأتني أمي أبكي أخبرتها وأنا غاضبة، ورفع صوته عليّ أمام أمي، وقال: هي أختي من لحمي ودمي، وأنا أفرض عليك عائلتي غصباً عنك، أنت تزوجتني أنا وعائلتي، وبدأ يصرخ وتغير كثيراً لمجرد أني اشتكيت لأمي، فقررت أمي أن تحل الموضوع، وطلبت منه أن يبعدني عن أخته، أي لا يجمعني بها أبداً، ولا يكلمني عنها، ورأى أن هذا أحسن حل.
في الصباح الذي رجع فيه لمدينته أصبح لا يحكي معي، ويرد علي بنصف كلمة، ولا ينظر لي، ولما رجع انقلب مليون درجة، صار لا يتصل ولا يسأل، قررت أن أتصل على أخته أسألها ما هو موضوعها معي، وبدأت تعايرني عندما دافعت عن نفسي، ثم جعلت صوتي على السماعة الخارجية لكي يسمعني الجميع، وأشهدت الكل أني مخطئة، ثم اتصلت أمه وشتمتني بكلام كثير لم أصدقه حتى الآن، وعندما أخبرته بذلك رد بأن أمه حرة تقول ما يعجبها، وعندما أخبرته أمي بأنها ستنقل الموضوع لأبي، صار يستهزئ بأمي وبصوتها.
الآن قاطعني ولم يسأل عني رغم أني أدخلت المستشفى، وما يجننني أنهم كانوا مستميتين لأوافق عليهم، والآن انقلبوا عليّ، كرهت حالي، دمرني، كان وزني 57 كلغم، والآن 40 كلغم، وكل يوم أشعر بدوخة، وكل يوم أقترب من الانتحار.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأسيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونقدر الظروف التي تمر عليك، ولكننا مع ذلك ندعوك إلى الصبر، وعدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، وإذا كنت واثقة -ولله الحمد- أنك لست مخطئة، وأنك لم تقصري في شيء، فلا تبالي بما يحدث، قابلي إهمالهم بإهمال، وسيعود هذا الرجل إلى الصواب إذا كان فيه خيرًا، وإذا لم يعد إلى الصواب، فنحن نؤكد لك أن الأمر بيده، وأنه إذا لم يعد إلى الصواب، وأصبحت تتحكم فيه هذه الأخت التي اعترف أنها شريرة، وأنها معروفة بالشر، إذا كانت ستتحكم فيه وفي حياته، فلا خير في الاستمرار في هذا الوضع.
ونؤكد لك فعلاً أن العبرة بالتعامل مع الزوج نفسه، ونعتقد أنك كان ينبغي أن تشاوري قبل أن تُدخلي الوالدة في هذا الموضوع، فإن إدخال الوالدة هو الذي فجّر الأمور، وكثير من الأخوات والبنات والزوجات تعاني من أهل الزوج، لكنها تصبر والزوج يُقدّرها، ويُحسن إليها ويعوضها، وكان زوجك يمضي في هذا الاتجاه، لأنه ليس من المصلحة، وليس من الصواب أن تطالبيه أن يهجر أهله، أو يخاصمهم أو يعاديهم، وهذا لا ترضاه الشريعة، فالشريعة التي تأمره بالإحسان إليك، والقيام بالواجبات تجاهك وإكرامك، هي الشريعة التي تأمره بالصبر على أهله والإحسان إليهم.
وحتى بالمقاييس الأسرية، فإن الوضع الذي كنتم عليه في البداية من صبره واحتماله، ودعوتك إلى أن تصبري، وكونه يقول (أنا عارف أنها شريرة، وعارف أنها كذا) هذا كاف في أن تفهمي طبيعة هذه الأسرة، لكن على كل حال دعيهم يفكروا ونعطيهم فرصة، وعندها ستعرف هذه الأخت التي خربت على أخيها ستنال جزاء ما فعلت، وسيأتي اليوم التي تعاني فيه المعاناة نفسها، فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وما من إنسان يؤذي إنساناً ويخطئ عليه، إلا والعظيم العادل ينتقم للمظلوم، فكوني المظلومة ولا تكوني الظالمة، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وإذا كانوا هم قد أخطأوا، فدعيهم هم الذين يعودوا إلى صوابهم، وإذا عاد هذا الزوج وأرادك فينبغي أن تكون هناك بعض الشروط الواضحة، والحدود الواضحة للتعامل مع شقيقته، التي نعتقد أن إهمالها والسكوت عنها، وعدم مجاراتها في الكلام، وعدم سؤالها وعدم الاهتمام لما يحدث منها، كان فيه العلاج الناجع، فإن أبلغ ما نرد به على من يُسيء، هو أن نسكت عن إساءته، أن نقابل إساءته بالإحسان {ادفع بالتي هي أحسن}.
وعندما تكبر الأمور بهذه الطريقة، فإن الحق يضيع، فهو بحاجة إلى أن يفكر، ونتمنى أن تشجعيه على التواصل مع الموقع حتى يسمع منا، ودعيه يقول ما في نفسه، ويحكي لنا هذا الذي حدث، ونعتقد أن المرأة لا تستفيد من شاب أو زوج قراره ليس بيده، تتحكم فيه الأخت، أو تتحكم فيه الأسرة وتتدخل حتى في الخصوصيات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، ويهمنا الآن أن تعطي الموضوع حجمه حفاظًا على صحتك، وحتى لا يحصل تدهور بالنسبة لك، فإنك تحترقين وحدك إذا كنت تفكرين بهذه الطريقة، فاعطي الموضوع حقه، ونحن نقدر الصدمة، ونقدر هذا الذي يحدث، لكن نتمنى ألا تأخذ الأمور أكبر من حجمها، حتى لا تتحول إلى أمراض ستكونين أنت الخاسرة الأولى والأخيرة فيها.
نسأل الله أن يُصلح الأحوال، ونبشرك بأن كل من يُسيء في هذه الدنيا سيجد جزاءه في الدنيا وفي الآخرة، لأن الله هو العدل، فكوني أنت على الصواب، واثبتي عليه، واشغلي نفسك بطاعة الكريم الوهاب، ونسأل الله أن يلهمك الحق والصواب، وأن يسهل أمرك، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونشكر لك التواصل، ونتمنى أن تتواصلي معنا إذا كان هناك تطورات جديدة، حتى تُتخذ القرارات على قواعد ثابتة وصحيحة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.