أصبح التفكير بالموت لا يغادرني نهائياً

2013-09-11 23:58:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 39 عاماً، ومشكلتي أنني قبل أكثر من أربعة شهور وأنا أقرأ القرآن، جاءني هاجس بالموت، وأصبح التفكير بالموت لا يغادرني نهائياً، حتى صار عندي شد في الرقبة، ونشاط بسيط في الغدة الدرقية، وأوجاع في الظهر والصدر، وقال لي الأطباء: إنها من العضلات نتيجة التوتر النفسي.

أنا أعلم أن الموت حق، لكني في النهاية أنا إنسان وأحب أن يطيل الله عمري، وأعمل الصالحات لكي يرضى الله عني.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً، لأن حياتي انقلبت رأساً على عقب.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الخالق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك هذه المشاعر التي تفرض نفسها عليك هي (مخاوف وسواسية) قناعاتك بالموت واضحة، وهي على الأسس التي يجب أن يكون عليها الأمر، وأعتقد أن كل الذي يجب أن تفكر فيه أن تحقر هذه الفكرة، طبعًا لا أقول لك تحقر فكرة الموت، لكن فكرة أنك حين تقرأ القرآن يأتيك التفكير الكثير في الموت، وتستحوذ عليك الفكرة، وهذا هو الذي يجب أن يُحقّر.

عليك أن تدعو الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الصالحات – كما ذكرتَ – واعرف أن الخوف من الموت لا يعجل به ولا يؤخره، والإنسان يستطيع أن يُدير حياته، لكن لا يستطيع أن يدير أمر موته، لذا يجب أن يستثمر حياته بصورة صحيحة، ويعمل لدنياه كما يعمل لآخرته، هذا هو المفهوم الذي يجب أن تبنيه، وأنا متأكد من خلال التفكير على هذا النمط سوف تجد أن الأمور قد تغيرت.

بالنسبة للآلام الجسدية: لا شك أن الانقباضات العضلية تلعب دورًا في ذلك، فيجب أن تنام في وضعية صحيحة، ويجب أن تمارس تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وفي ذات الوقت التمارين الرياضية خاصة رياضة المشي هي ذات فائدة كبيرة جدًّا.

أما بالنسبة لموضوع نشاط الغدة الدرقية: فحتى وإن كان بسيطًا يجب أن يُحسم، وذلك من خلال العلاج والمتابعة مع الطبيب المختص، وهذا هو الوضع الأسلم.

أود أيضًا أن أنصح لك بأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسية، هناك دواء رائع جدًّا يعرف باسم (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) وربما يكون له مسميات أخرى تجارية في فلسطين المحتلة، تناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر.

هذه المدة ليست طويلة، علمًا بأن جرعتك هي جرعة صغيرة جدًّا، وفي حالتك الجرعة العلاجية والجرعة الوقائية متساوية تقريبًا، وبعد مضي ستة أشهر اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة أسبوعين، ثم نفس الجرعة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أيها الفاضل الكريم: اصرف انتباهك تمامًا عن هذا النوع من الخوف، أسأل الله أن يبارك لك في أيامك وفي عمرك.

www.islamweb.net