الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdel Halem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
جزاك الله خيرًا على كلماتك ومشاعرك الطيبة، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وهي غنية بالكثير من المعلومات والظواهر التي أراها مفيدة، ونستطيع - إن شاء الله - من خلال ما أوردته أن نصل إلى بعض التشخيصات التي نسأل الله تعالى أن تكون دقيقة.
من الواضح أن المكوّن الرئيسي لديك هو الوساوس القهرية, والتي بفضل الله تعالى حاولتَ أن تحجّمها بقدر المستطاع، والوساوس الدينية من النوع القبيح المفزع لنفس المؤمن موجود؛ لأن الوساوس دائمًا تكون مربوطة بالأمور الحساسة، وهذا النوع من الوساوس الذي يأتيك اشتكى منه أحد الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (لزوال السموات والأرض أحب من أن أتكلم به) هذا الصحابي كان يقصد قطعًا المحتوى القبيح والمقزز لوساوسه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان).
فيا أخي الكريم: هذه هي طبيعة الوساوس، والظاهرة الأخرى وهي وضعك للقصص الخيالية والمسرفة في محتواها الفكري، أقول لك: إن هذه ظاهرة أيضًا نشاهدها عند الذين يعانون من الوسواس القهري، وكأنه يحدث نوع من التبادل في الفكر، بمعنى أن الفكر الوسواسي بمحتواه القبيح حين يخف أو ينقطع يُستبدل بنوع من الأفكار الخيالية التي تشبه أحلام اليقظة، وهذا كله مرتبط بوجود القلق النفسي.
إذن هذه ظاهرة بناء الخيال والتدبر والتفكر في أشياء ليست ذات قيمة، وتشد خيالك جدًّا، هذه مرتبطة أيضًا بالوساوس القهرية.
أما موضوع الخوف الذي تحدثت عنه: فأعتقد أنه سلوك تجنبي، وبعض الناس تكون شخصياتهم شخصيات تجنّبية لا تريد أبدًا أن تدخل في أي نوع من العراك اللفظي، حتى على مستوى المشاعر، وهذا هو الذي يجعلك تتصرف على هذه الطريقة، وهذا أيضًا نضعه في نطاق القلق النفسي, وليس أكثر من ذلك.
أما المشكلة الأخرى فهي موضوع فتنة النساء، وأنت تعرف الداء وتعرف الدواء، فيجب أن تقطع نفسك تمامًا عن المثيرات، وهذه الأشياء وهذه الغرائز تُثار عند الناس من خلال المثيرات، وفي حالتك الرابط المثير واضح جدًّا، وأعرف أن بعض الناس الذين يعانون من الوساوس يُصرون في بعض الأحيان إلى النظر إلى أشياء ليست طيبة، وذلك بهدف التأكد من الشيء، ويكون هنالك نوع من الإصرار عليه، لكن اتضح واتفق أن هذه الأشياء كلها تحت الإرادة التامة للإنسان.
فيا أخي الكريم: حاول أن تعصم نفسك من هذا الأمر.
بصفة عامة: العلاج الدوائي سوف يفيدك قطعًا، بل أنت محتاج له، وأرى أن عقار (فافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هو الدواء الجيد الفاعل، وليست له أي تأثيرات جنسية سلبية مقارنة مع بقية الأدوية، وأعتقد أن سعره معقول جدًّا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل، تستمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلًا – أي مائة مليجرام – وأعتقد أن هذه جرعة كافية، تناولها بانتظام واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً وتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
عليك قطعًا بالدفع المعنوي السلوكي لمحاصرة الوساوس والقلق والتوترات، والفكر الخيالي المشابه لأحلام اليقظة أيضًا يتم التحكم فيه من خلال صرف الانتباه، أما موضوع النساء فالحذر الحذر - أخي الكريم -، وانظر إلى هذه الروابط: (
281749 -
424).
أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.