الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسعدتني جدًّا ثقتك العظيمة بالله تعالى، فأمسكي بهذه العروة الوثقى، واسألي الله تعالى أن يحفظك وأن يثبتك وأن يقويك.
ومن جانبي أقول لك أن الذي بك -إن شاء الله تعالى- بسيط، حدثت لك هذه الأحاسيس الغريبة، التي تمثلت في الكتمة والخنقة والشعور بدنو الأجل، أتفق معك –أيتها الصابرة المثابرة– أنها لحظة وتجربة مخيفة جدًّا، نسميها بـ(نوبة الفزع/الهرع/الهلع)، لكنّي أؤكد لك وبكل قوة وثقة علمية أنها ليست خطيرة، نعم مزعجة، قبيحة، لكنها ليست خطيرة أبدًا، وكثيرًا ما ينتج عنها ما نسميه بـ (قلق المخاوف)، وهو الذي جعلك تعيشين في شيء من عسر المزاج، وعدم الشعور بالراحة، ورؤيتك للأمور بصورة مهزوزة، واضطراب نومك، وعدم الإحساس الحقيقي بالسعادة، إذًا الأمر كله يتعلق بما نسميه بـ(قلق المخاوف) مع وجود اكتئاب بسيط جدًّا من الدرجة الثانية، وهو اكتئاب ثانوي.
أنت في حاجة لأحد الأدوية البسيطة التي تحسن المزاج وتزيل القلق والاكتئاب، وهنالك عقار يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام)، متوفر في مصر، ربما يكون مكلف ماديًا بعض الشيء، لكنه من أفضل الأدوية.
الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة –أي خمسة مليجرام– تتناولينها يوميًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة واجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم مثلها يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
وهنالك دواء بديل أيضًا، دواء ممتاز يعرف باسم (مودابكس)، واسمه التجاري الآخر هو (زولفت) و(لسترال)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) متوفر في مصر، وربما يكون سعره أقل من سعر السبرالكس.
جرعة المودابكس هي أن تبدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، تناوليها أيَضًا ليلاً، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم مثلها يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
قطعًا يجب أن تُخطري وتخبري ذويك بأنك في حاجة لعلاج، ونحن أفدناك بالتشخيص، وأنا متأكد أن أسرتك سوف تتعاون معك جدًّا.
الجانب الآخر هو: أريدك أن تكوني إيجابية في حياتك، أن تكوني صارمة جدًّا مع نفسك في إدارة الوقت، الصرامة في إدارة الوقت وحسن تدبيره، تجعل النفس قوية وثابتة، ومكافئة لذاتها، يعني الإنسان الذي ينجز من خلال حسن تدبير الوقت، سوف يحسن تدبير حياته، وهذا يعطي إثابة إيجابية جدًّا للإنسان، مما يجعله يحس بالسعادة، -وإن شاء الله تعالى- الراحة التامة.
أنت شابة -أيتها الفاضلة الكريمة-، في مقتبل العمر، -وإن شاء الله تعالى- المستقبل لك، يجب أن تكون لك خططً مستقبلية وآمال عظيمة، سلي الله تعالى أن يحققها لك، وبر الوالدين أمر ننصح به، ديننا الإسلامي يحتمه علينا، ونحن نقول أنه حتى من غير المسلمين الذين يبرون والديهم، تجدينهم أفضل من غيرهم، هذا شاهدناه عند الأوروبيين، فكوني حريصة على هذا الأمر، قطعًا أوصيك بالصلاة، الصلاة، الصلاة في وقتها.
وأنصحك أيضًا بأن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية البسيطة التي تناسب الفتاة المسلمة، ويا حبذا أيضًا لو طبقت بعض تمارين الاسترخاء الموضحة والمبينة في استشارة تحت رقم (
2136015)، فيها بعض التوجيه والإرشاد البسيط، الذي إذا أُخذ به -إن شاء الله تعالى- فهو مفيد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
-----
بخصوص الحلم نعتذر عن تفسيره لعدم توفر هذه الخدمة حاليا في الموقع..
وبخصوص عدم القدرة على الكتابة في الموقع فقد يعود أحيانا إلى حجم الضغط الواقع عليه أو نفاد النصاب اليومي.