الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل أفكارك هي أفكار وسواسية، والأفكار ذات المحتوى الجنسي أو الديني كثيرة جدًّا؛ لأن الوساوس بطبيعتها تتعلق محتوياتها بالأمور العزيزة والخاصة والحساسة، ومن هنا يجب أن يكون خط العلاج الأول: عدم مناقشة هذه الوساوس، الإنسان يحقرها، لا يعيرها اهتمامًا، لا يناقشها حتى مع نفسه، مع أن الوساوس تُثير الفضول في صاحبها، لكن الاسترسال في تفسيرها أو إجراء حوارات معها دائمًا يعقد الأمور، لذا نحن ننصح الإخوة والأخوات الذين يعانون من الوساوس الفكرية -خاصة ذات المحتوى الحساس والخاص جدًّا- ألا يناقشها، بل يخاطب الوسواس مباشرة: (أنت وسواس حقير، ولن أهتم بك أبدًا).
والتمرين السلوكي الآخر هو: أن تربط هذه الوساوس ببعض المنفرات والمقززات والأشياء المرفوضة، مثلاً: حين يأتيك الوسواس، أو حاول أن تستجلب الوسواس بقصد العلاج، وفي نفس اللحظة قم بالضرب على يدك بشدة وقوة، اضطرب على جسم صلب كالطاولة مثلاً، حتى تحس بالألم، ولحظة إحساسك بالألم يجب أن تكون مقرونة بالتفكير الوسواسي، هذا مهم جدًّا، وهي النقطة الحرجة في هذا العلاج السلوكي البسيط.
كرر هذا التمرين خمس مرات في كل جلسة بواقع ثلاث مرات في اليوم، الهدف هنا هو أن تفك الرابط ما بين الوسواس وتفكيرك، وذلك من خلال إيقاع الألم على نفسك؛ لأن الألم شعور منفر وشعور مرفوض، ووجد علميًا أن ذلك يؤدي إلى إضعاف الوسواس كثيرًا.
من الضروري جدًّا أيضًا أن تملأ فراغك، وأن تكون من الذين يستفيدون من وقتهم بصورة جيدة؛ لأن الفراغ يؤدي إلى تولد الوساوس.
الشيء الآخر قطعًا هو: أن تقلل من قراءتك واطلاعاتك حول الأمور المشبوهة على وجه الخصوص، ويعرف عن الأمراض -طبية كانت أو نفسية- أن أعراضها تتفاوت من إنسان إلى آخر، وكل ما يُكتب أو يذكر حول هذه الأمراض من أعراض ليس من الضروري أن ينطبق على شخص بعينه، لكن وجد أن الذين لديهم مخاوف مرضية أو ميول وسواسية حين يقرءون حول هذه الأمراض، أو يسمعون عنها، أو حتى يزورون شخصًا مريضًا بمرض معين، تجد أنه قد حصل لهم نوع من التوافق الداخلي أو التماهي الداخلي، بمعنى: أن الواحد منهم يبدأ يستشعر نفس الأعراض التي قرأ أو سمع عنها، وهذا رابط نفسي أكثر مما هو رابط جسدي.
أنصحك أيضًا: بتمارين الاسترخاء، فائدتها جيدة جدًّا، ومجربة، فطبق هذه التمارين من خلال الرجوع إلى استشارة بموقعنا والتي هي تحت الرقم (
2136015).
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أؤكد لك امتياز الفافرين، الفافرين دواء ممتاز جدًّا، ودواء فعّال جدًّا، والاستلزين يعتبر دواءً مساعدًا لا بأس من تناوله بنفس الجرعة -واحد مليجرام فقط-.
أما بالنسبة للفافرين فإني أنصحك: أن تتناوله بجرعة مائة مليجرام ليلاً، ورفع الجرعة هو إجراء صحيح، ويجب أن تظل على جرعة مائة مليجرام لمدة ستة أشهر على الأقل، وإن لم تستفد من جرعة المائة مليجرام ارفع الجرعة إلى مائتي مليجرام، لا بأس في ذلك أبدًا، فهي جرعة سليمة، حيث إن الجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لا أعتقد أنك سوف تحتاج لهذه الجرعة، لكن دع جرعتك بين المائة والمائتين مليجرام يوميًا، وبعد أن ترتاح تمامًا من هذه الوساوس يجب أن تظل على جرعة العلاج لمدة شهرين كاملين بعد انقطاع الأعراض، وبعد ذلك خفض جرعة الدواء -أي الفافرين- واجعلها خمسين مليجرامًا، واستمر عليها يوميًا لمدة ستة أشهر.
هذه هي المرحلة الوقائية من العلاج، وهي مهمة جدًّا، كما أن المرحلة الأولى بالطبع مهمة.
أما الاستلزين فكما ذكرت لك فجرعته هي واحد مليجرام، تناولها يوميًا لمدة خمسة أشهر، بعد ذلك توقف عن تناوله، لكن يجب أن تستمر في الفافرين كما أوضحنا لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.