مخاوف عامة وعدم قدرة على التحدث مع الجمهور
2013-08-18 02:29:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، قبل 10سنوات –تقريبا- أصبت بداء لم أجد له علاجا إلى هذه اللحظة: كنا في الفصل الدراسي، وكان هناك أخي وأحد أصحابي يتحادثون؛ فقال أخي لصاحبي: أنت تخاف، لماذا ﻻ تخرج في الإذاعة، أحسست –والله- بوخز في قلبي عندما قال هذه العبارة، مع العلم أنها ليست موجهة إلي، ومن تلك اللحظة بدأت حياتي تتغير، حتى تركت الخروج في اﻹذاعة، مع العلم أني كنت عضوا أساسيا فيها.
وبعد التخرج من المتوسطة والذهاب إلى الثانوية بدأت مرحلة أخرى من المآسي واﻷحزان، حتى أني أتهرب من القراءة أمام زملائي، وفي حصص القرآن أتصبب عرقا وأرتجف، وأتهرب منها بعض الأحيان، وفي عام 1427هـ تخرجت من الثانوية والتحقت بكلية أمضيت فيها عاما وفصلت، ثم التحقت بكلية في جامعة أخرى أمضيت فيها ثلاث سنوات وفصلت، ثم التحقت بكلية أخرى أكملت الفصل الأول وأجلت الثاني، ومن ثم عدت وأكملت سنة، أنا اﻵن في السنة الثانية وفي المستوى الثالث، وأفكر بالانسحاب لعدم قدرتي على المواصلة، مع العلم أني أرغب وبشدة في الاستمرار في هذا التخصص لكن ﻻ أستطيع.
ولا أنس قصة حدثت لي في أول الدراسة في هذه الكلية -التي أنا بها اﻵن- كنا في صلاة العصر وكانت محاضرة القرآن بعد الصلاة مباشرة، وأنا في الصلاة لكن فكري مشغول بالمحاضرة حتى أزداد الأمر سوءا، وأحسست بتعرق وبأصوات في بطني تقرقع، وبالحاجة الماسة إلى دورة المياه، قطعت الصلاة ومن بعدها تركت الجمع والجماعات حتى في البيت؛ إن صليت مع أحد أقطع الصلاة لعدم قدرتي على المواصلة، وشعوري بالحاجة الماسة لدورة المياه، وكذلك انقطعت عن الاجتماعات والمناسبات مع رغبتي في الحضور لكن للأسف لا أستطيع؛ وإن حضرت أذهب لدورة المياه أكثر من مرة ومرة.
ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني كبسولات -نسيت اسم الدواء، وعدت إليه أكثر من مرة لكن لم يتغير شيء.
أرجوكم أعينوني -بعد الله- على تجاوز مشكلتي، فوالله منذ سنوات لم أشعر بطعم الحياة، زملائي واصلوا دراستهم وتوظفوا وأنجبوا وأنا حيث أنا -مكانك سر-، أرجوكم ساعدوني، فوالله إني لأرى سواد الأيام أمامي إن لم أتجاوز هذه العتبة، وستنتهي حياتي بشيء مؤسف، أرجوكم ﻻ أكاد أتحمل، أنقذوني قبل أن أجن وأمشي في الشوارع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دموع المطر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي يظهر لي: أنك تعاني من حالة من القلق والمخاوف، وكذلك الشعور بالإحباط، تكرر الإخفاقات أيضًا –قطعًا- زادت من حالة الكدر الجزئي الذي تعاني منه.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لجلسة خاصة جدًّا مع نفسك، تقيّم الأمور، تعرف أين مصادر قوتك؟ وأين مصادر وأنواع ضعفك؟ وتحاول أن تبني ما هو إيجابي، وأن تقلص ما هو سلبي، أنت شاب لديك طاقات، لديك مقدرات، لكن يجب أن تكون حازمًا مع نفسك خاصة فيما يخص موضوع التعليم، تصور نفسك بعد ثلاث إلى أربع سنوات من الآن: أين أنت؟ ما هو مؤهلك؟ ما هو عملك؟ كيف هي حياتك الأسرية والزوجية؟
لابد أن تضع هذه الأهداف أمامك وتدرسها، وهي إن شاء الله تعالى تمثل دافعًا إيجابيًا جدًّا يجعلك تفكر في الأمور بإيجابية أكثر؛ هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أنت ذهبت لمقابلة الطبيب وهذا جيد، وربما أعطاك بعض الأدوية المضادة للمخاوف وللقلق، والمتابعة تعتبر مهمة، ليست القضية قضية صرف الأدوية وأن تترك الأمور هكذا، لا، العلاج له أسس، له ضوابط، له بروتوكولات، له أنظمة معينة، والمتابعة مهمة جدًّا؛ لذا أقترح عليك أن تقدم نفسك لقسم الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية، وهو قسم مؤهل جدًّا، به الكثير من الأخصائيين والأطباء الاستشاريين المتميزين، وأنا متأكد أنك سوف تجد المساعدة التامة منهم.
أحضر تحويلا من المركز الصحي، وإن شاء الله تعالى نقوم بكل الواجب حيالك، وأنا على الاستعداد أن أقابلك وأقوم بالنظر في حالتك وتقييمها، وتقديم كل ما هو واجب من إرشاد وتوجيه، وسوف أصرف لك العلاج اللازم إن شاء الله تعالى.
هنالك أدوية ممتازة جدًّا، أدوية فعالة جدًّا تزيل القلق والمخاوف والتوترات وتحسن المزاج؛ المهم في الأمر هو ألا تترك نفسك على هذا الوضع، المساعدة المهنية مطلوبة، وكذلك التصميم والعزيمة والجدية من جانبك، وهذا إن شاء الله تعالى كله متوفر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.