تخلصت من الرهاب.. لكن أصبت بالقلق!!

2013-09-02 15:06:58 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أحب أن أشكر الدكتور محمد على مجهوده الطيب الكبير, وعلى إخلاصه في الردود.

مشكلتي هي الرهاب الاجتماعي، عمري الآن 33 سنة, وهذا الاضطراب موجود معي منذ الطفولة, وأعتقد أننا ولدنا سويا قبل 11 سنة, ذهبت للطبيب مرة واحدة فقط, وكنت أشتكي من الأعراض الداخلية, مثل القلق والخوف وتسارع النبضات, والأعراض الخارجية مثل التعرق والرجفة واحمرار الوجه وغيرها.

صرف لي الزايروكسات, استخدمته بمعدل حبتين يوميا لمدة سبع سنوات دون انقطاع, والحمد لله الرهاب اختفى بنسبة 90-95 %, وقبل أربع سنوات قررت ترك العلاج لرفضي الاستمرار عليه طوال الحياة, واعتقدت أنه حان الوقت للانطلاق بدون علاج بما أني أصبحت إنسانا طبيعيا وناجحا, تركته تدريجيا.

الحمد لله الأعراض الداخلية مختفية بفضل الله, والأعراض الخارجية أيضا, لكن يوجد تعرق في بعض المواقف, وأصبح مؤخرا يشكل لي قلقا.

قبل شهرين حصل خلاف مع المدير في العمل, أدى لتركي العمل, وأعتقد أنه بسبب الفراغ زاد القلق بشكل كبير, وأشعر بأن أعراض الرهاب بدأت تعود, فقمت بحصر الرهاب الاجتماعي الموجود لدي, ووجدت أن المسبب هو التعرق, وقمت بعمل تدبيس العصب السمبثاوي, والحمد لله زال العرق.

والمفاجأة أنه طرأ عارض جديد, وهو الرجفة في الصوت, وحركة لاإرداية في الشفتين حين الحديث في وسط المجلس, وكذلك القلق من حضور المناسبات بدأ معي.

الحقيقة أن الزايروكسات سبب لي مشاكل, وهي ضعف الذاكرة, وقلة الخصوبة, وهذا غير موجود في العائلة, وأعتقد أن العلاج هو المسبب له.

أرجو من الله ثم منكم وصف الدواء المناسب, حيث انتقلت لعمل جديد, ولله الحمد ذهب الفراغ.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على كلماتك الطيبة، وأقول لك جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك، وأنا سعيد (حقيقة) أن أعرف أنك قد تخلصت من الرهاب الاجتماعي بعد مجاهدات كثيرة، أعتقد أن التزامك بالعلاج وتفهمك لحالتك كانت هي الأسباب الرئيسية التي دفعتك هذا الدفع الإيجابي لتتخلص من معظم أعراضك.

بالنسبة الرهاب الاجتماعي: البعض بالفعل ينشأ معه الرهاب منذ طفولته وسني العمر الأولى، ووجد أن ستين بالمائة من الذين كانوا يعانون من الخوف من الذهاب إلى المدرسة يعانون من الرهاب الاجتماعي في وقت لاحق، والرهاب الاجتماعي قطعًا ليس جُبنًا وليس ضعفًا في الشخصية، إنما هو خوف من نوع خاص.

أخي سعد: أنت -الحمد لله تعالى– تعايشت مع الرهاب الاجتماعي، وقهرته وانتصرت عليه، وهذا شيء جميل، وأنا أريدك أن تضع التحسن الذي طرأ على حالتك سابقًا، ضعه دائمًا في مخيلتك، لأنه يمثل دافعًا ومردودًا إيجابيًا يعود عليك -إن شاء الله تعالى– بخير كثير.

أنا لا أعتقد أنك الآن دخلت في انتكاسة مرضية، يمكن أن نسميها (هفوة قلقية) وليس أكثر من ذلك، لكن أتفق معك يجب أن نتدارك الأمور، ويتم علاجها مبكرًا.

أنا أعتقد من الناحية الدوائية عقار (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) سيكون دواءً جيدًا، ليس له آثارًا سلبية أبدًا على الأداء الجنسي أو الخصوبة، وفي ذات الوقت أنت محتاج لجرعة صغيرة من هذا الدواء، تبدأ بخمسين مليجرامًا، تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم مثلها يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأعتقد أن تناولك أيضًا للـ (إندرال) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) بجرعة صغيرة سيكون أمرًا جيدًا، وجرعته هي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

قطعًا التمارين الرياضية مهمة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وللتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها بعض الإرشادات التي أسأل الله تعالى أن تكون مفيدة لك.

سيكون أيضًا من المفيد لك قطعًا أن تملأ فراغك وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأعتقد أن الحصول على عمل مهم، وأنت -الحمد لله تعالى– لديك المهارة والخبرة التي تؤهلك لأن تلج سوق العمل مرة أخرى.

أخي الكريم: كن دائمًا في جانب التفاؤل، وعش الحياة بأمل ورجاء، وإن شاء الله تعالى تعيش في سعادة وهناء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net