الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأقول لك: الحمد لله تعالى على سلامتك, أنا سعيد جدًّا أن أعرف أن النزف الشرياني قد توقف، وهذه الانفجارات التي تحدث في شرايين الدماغ غالبًا تكون ناتجة لأوضاع تشريحية غير طبيعية في الشرايين منذ الطفولة، وهي حالة معروفة، والآن أصبح الحمد لله تعالى يتم احتواؤها تمامًا، وأنت قمت بعمل كل الفحوصات اللازمة من قسطرة استكشافية وصورة مقطعية، وهذا من وجهة نظري يكفي تمامًا، وإن شاء الله تعالى يكون مطمئنًا لك.
الحالة التي أتتك من شعور بالخوف وخوف من الموت على وجه الخصوص وتسارع في ضربات القلب: قطعًا هذا وليد للتجربة التي مررت بها، فهي تجربة ليست سهلة، نحن نتكلم عن نوبة، نتكلم عن الشرايين، نتكلم عن الانفجار، نتكلم عن نزيف، هذا قطعًا له مؤثراته النفسية السلبية، وتفاعلك هو تفاعل إنساني نفسي، ليس أكثر من ذلك، نعم النوبة التي أتتك قد تكون صورة من صور الهلع والفزع، لكن في المقام الأول هي نوع من قلق المخاوف الظرفي الذي نستطيع أن نُحدد أسبابه.
أريدك -أيها الفاضل الكريم- أن تتذكر دائمًا أنك بنعمة الله ولطفه لم يتطور هذا الأمر، ولن يتطور إن شاء الله تعالى أبدًا، الأمر قد تم اكتشافه وقطعًا الأطباء اطمئنوا تمامًا على حالتك، ولذا رأوا أنه لا حاجة لاتخاذ أي إجراء آخر، فكل الذي أراه -أيها الفاضل الكريم- هو أن تعاود طبيبك مرة كل ستة أشهر، وأقصد بذلك طبيب الأعصاب أو طبيب جراحة المخ، وذلك من أجل الاطمئنان فقط، تحتاج لمتابعة لمدة عامين، وليس أكثر من ذلك.
أما بالنسبة لموضوع الخوف من الموت والقلق المصاحب له: هذا الشعور شعور طبيعي، لكن يجب ألا يعطل حياتك، ويجب أن تدرك دائمًا أنك في كنف الله وفي حفظه، وأن الخوف من الموت لا يُقدم في عمر الإنسان ولا يزيد فيه لحظة واحدة، وأن أمر الموت لا يمكننا إدارته، لكن يمكننا أن نُدير حياتنا، لذا يجب أن نجعلها مليئة والأنشطة والفعاليات، وأن نكون مفيدين لأنفسنا ولغيرنا.
نسأل الله دائمًا أن يهب لنا عيشة هنية وميتة سوية، أعتقد أن الأمر يجب ألا يخرج عن هذا النطاق، وفي ذات الوقت يجب أن تعيش حياتك بفعالية كبيرة، ولا تضع أبدًا للقلق التوقعي أي أهمية، وهذا حقيقة تصل إليه من خلال أنك تُدير وقتك بصورة جيدة، ولا تترك مجالاً للفراغ، لأن الفراغ يدعو الوساوس والمخاوف.
أنا أحبذ أيضًا أن تمارس رياضة مثل رياضة المشي، أن تكون لك سعة في علاقاتك الاجتماعية، أن تكون حريصًا على الصلاة في جماعة، وأن تكون حريصًا على الدعاء، وتلاوة القرآن... هذه مطمئنات عظيمة جدًّا.
موضوع تناول الأدوية: أنا أرى أن جرعة صغيرة من الزيروكسات أو السبرالكس لمدة ثلاثة أشهر سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، ولا أعتقد أنها أبدًا سوف تسبب لك أي ضرر على شرايين الدماغ، لا يوجد أي علاقة بين الصورة التي تعمل بها هذه الأدوية وسلامة شرايين الدماغ.
بالنسبة للزانكس: يمكن أن تستعمله بجرعة صغيرة لمدة أسبوع، بعد ذلك تتوقف عن تناوله.
أخي: أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة كبيرة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) يمكنك أن ترجع إليها وتطبق ما ورد فيها من تمارين، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
ليس لي شيء أضيفه غير أني أحس أن موضوع النزف الدماغي قد انتهى تمامًا، وأنك الآن بخير، وسوف تظل إن شاء الله تعالى على خير، وموضوع التنميل في الوجه والذي تحس به: أعتقد أنه نوع من التماهي، يعني أن الحدث الذي حدث وهو النزف الدماغي جعلك دائمًا تتحسس نفسيًا حول أن الحالة قد رجعت لك، وهذا ليس صحيحًا، وهذا يعطيك الشعور بهذه الأعراض النفسوجسدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدتك ولمواتنا ومواتكم وموتى جميع المسلمين.