وسواس الموت والخوف منه يطاردني في كل دقيقة.

2013-08-26 00:08:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايتي كانت مع قلق المخاوف والاكتئاب حسب ما شخصتم حالات من قبلي, وتغلبت على القلق بنسبة 65%, وعلى الاكتئاب بنسبة 50% والحمد لله, ولكن لا زال يطاردني وسواس الموت والخوف منه في كل دقيقة تمر علي.

أنا مؤمن بقضاء الله وقدره, لكن أريد أن أزيل هذا الفكر من رأسي, وأتمنى منكم مساعدتي في أسرع وقت, علما بأن لدي نقصا في فيتامين (د) وأستخدم العلاج الذي يحوي قطرات, وجرعتي يوميا 30 نقطة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nawaf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أيها الفاضل: قضية الخوف من الموت هي قضية أزلية، هناك تخوف مرضي وهنالك تخوف منطقي، وهناك خوف عقدي، فإن الموت هو من قدر الله، والخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان شيئًا ولا ينقص منه شيئًا، والخوف من الموت يجب أن تنظر إليه أنه ليس ضعفًا في إيمانك أو ضعفًا في شخصيتك، ولكن قطعًا محبة الإنسان للحياة وخوفه من المجهول، لكن إسلامنا قد أوضح لنا كل شيء، ما بعد الموت هي حياة الآخرة، ولا شك أن حياة البرزخ هي أول خطوات الآخرة، والإنسان الذي يحسن عمله لا شك أنه سوف يكون في نعيم عظيم، فلا عيش إلا عيش الآخرة، والحياة مزرعة الآخرة، هنا عمل بلا حساب، وهناك حساب ولا عمل، {فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}، {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}.

فيا أخي: يجب أن ندرك ويجب أن نعرف أننا نستطيع أن ندير حياتنا، أن نتحكم في حياتنا، ماذا نريد أن نعمل؟ ماذا نريد أن نقول؟ كيف نتطور؟ كيف نتواصل اجتماعيًا؟ كيف نحقق آمالنا؟ كيف نواجه إحباطاتنا؟ إذًا نحن نستطيع أن نُدير حياتنا، لكن حين يأتي الأمر في الموت فلا نستطيع أن نديره، لا نستطيع أن نقدم في أمره ولا نؤخر فيه أبدًا، لذا يجب ألا أشغل نفسي بموضوع الموت لدرجة الخوف المرضي، إنما يكون فقط تذكرة وعظة كما قال صلى الله عليه وسلم: (اذكروا هادم اللذات: الموت) والسبب أنه يذكر الآخرة، بل أدير حياتي، ومن خلال حسن إدارة حياتي إن شاء الله يكون هناك عيشة هنية وحسن خاتمة وميتة سوية.

أيها الفاضل الكريم: وجدتُ أن أذكار النوم –نومًا نهاريًا أو ليليًّا أو في أي وقت– وجدتها من أعظم ما يبعث الطمأنينة في النفس (اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) هل هناك أجمل من هذا؟ قل هذا –أيها الفاضل الكريم– من قلبك ومن داخل وجدانك وكيانك، صدقني أنك لن تخاف من الموت أبدًا، ومن يفرح للقاء الله تعالى يفرح الله بلقائه، قلها وغيرها من الأذكار والآداب: (277975).

أيها الفاضل الكريم: عش حياتك بقوة، عشها بفعالية، عشها بإنجازات، وأقول لك أنني تعرفت على الكثير من غير المسلمين في أوروبا وخلافها، ووجدتهم لا يخافون من الموت بنفس الصورة التي يخاف بها بعض المسلمين، واستغربت لهذا الأمر كثيرًا، لكن وجدت هنالك من يؤمنون بحياة الفناء –أي لا حياة بعد الموت– وهؤلاء قطعًا في ضلال كبير، ووجدت منهم من يعتقد أن أفضل شيء يُخلد ذكراه هو من خلال أعماله وإنجازاته، لذا يستثمر وقته ويكون منجزًا في حياته، وهذا قمة القناعة بأن الموت لا شك أنه آتٍ لكني لا أستطيع أن أديره.

بالنسبة لنقص فيتامين (د) يجب أن تستمر في تناوله، وإن شاء الله سوف يتم تصحيح مسار فيتامين (د) هو مهم للصحة الجسدية، وهنالك بعض الدراسات التي تقول أنه ربما يكون أيضًا مهمًّا بالنسبة للصحة النفسية، وبعض الدراسات أشارت أن نقصه يسبب الاكتئاب النفسي البسيط.

أرجو أيها الفاضل الكريم أن تأخذ بروح هذه الإرشادات، وإن شاء الله تعالى هي معينة لك، وأسأل الله تعالى أن يُطيل عمرك ويحفظك، يطيل عمرك في عمل الخير، اللهم احفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

نتوجه لك بالشكر والتقدير من إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net