أخي مصاب بالصداع ويتوه في الطريق ويتمتم مع نفسه.. ما تشخيص ذلك؟
2013-08-27 00:13:02 | إسلام ويب
السؤال:
أخي يبلغُ من العمر 25 عاماً، قبل سنةٍ تعرض لضغوطٍ نفسيةٍ أثرت عليه؛ حيث أصبح شديد الاكتئاب، لا يتحدث معنا مطلقاً، فغالب إجاباته بالإيماء، وينعزل طوال الوقت في غرفته، ولا يريد سماع نصحٍ أو مشورة.
قبل أسبوع -أي بعد مرور عام على هذا الحال- تغير حاله فجأة وبلا مقدمات، وأصبح يتحدث، ويجلس معنا، لكن حاله تبدلت للأسوأ؛ حيث لاحظنا أنه كثير النسيان، حيث ينسى ما كان يريد قوله، وينسى أحداث اليوم، بل يخرج للصلاة في المسجد، ويعود حافي القدمين، ويخرج بالسيارة من المنزل، وينسى لماذا خرج، وطريق العودة! علماً أن هذه الأحداث تتكرر معه يومياً، وبالإضافة إلى ذلك فهو يُعاني من الصداع، والخمول، والبرودة.
أيضاً يتحدث مع نفسه كثيراً، ويفكر كثيراً، ويمشي بلا هدف وهو يفكر، ويتمتم طوال اليوم.
قمنا بعمل تحاليل له للفيتامينات، وللغدة الدرقية، وكلها سليمة.
حاله أرقنا كثيراً؛ فنحن لا نعلم هل مشكلته عضوية أم نفسية!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
وضع أخيك يُقلق قليلاً، والأرجح أن ما يُعاني منه أحد ثلاثة أمور:
الأول: حالة عضوية بدنية، وهي الأقل احتمالاً طالما أنكم قمتم ببعض الاختبارات الدموية، وكانت النتيجة طبيعية.
والاحتمال الثاني: أنها حالة نفسية، وإن تغيّرت طبيعتها بين ما يشبه الاكتئاب والعزلة أولاً، ثم المرحلة الثانية من التشوش والنسيان، وخاصة بما وصفت من أعراض من أنه يخرج من البيت، ثم يتوه في الطريق، وينسى لماذا خرج، وأنه يتمتم مع نفسه، وما يشعر به من الخمول والصداع؛ فكلها أعراض ربما تُشير لحالة من الذهان، وقد تكون هناك أعراض أخرى من الصعب أن يعرفها غير الخبير؛ كأن تكون عنده بعض الإهلاسات السمعية؛ حيث يسمع أصواتا تحدثه، أو تتحدث عنه، بالرغم من عدم وجود أحد بقربه، وعمره في الـ 25 ينسجم أيضاً مع هذا الاحتمال.
والاحتمال الثالث، والذي أذكره من باب الأمانة العلمية، ولاستكمال الاحتمالات، هو أنه ربما تعاطى أحد الأدوية أو المخدرات التي لا نعرف طبيعتها؛ لأن بعض الأعراض وليس كلها تنسجم مع هذا.
والنصيحة: أن لا تتأخروا بمراجعة طبيب نفسي؛ ليقوم بفحص هذا الشاب، وفحص حالته النفسية والعقلية؛ للوصول للتشخيص الدقيق، والذي قد يتطلب المزيد من بعض الاختبارات الطبية؛ لاستبعاد أمورٍ أخرى عضوية، ومن بعدها وضع الخطة العلاجية.
كتب الله الشفاء لهذا الأخ، وأراح بالكم.