أخطأت في حق زوجي ثم تغيرت ومع ملاحظته لذلك إلا أنه باقي على هجره لي.
2013-07-14 05:43:50 | إسلام ويب
السؤال:
زوجي يهجرني في الكلام والفراش لمشكلة كنت السبب فيها، ولكنني تغيرت وعاهدت الله ألا أستفزه، وهو يلاحظ ذلك لكنه لا يكف عن الهجر.
أنا أحبه كثيرا، لا أكف عن البكاء، وأدعو الله في الصلاة دوما أن يصلح بيننا، ذلك الأمر يؤلمني كثيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية: نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، وقد أسعدنا حرصك على إرضاء الزوج، ونتمنى أن تبادري، ونبشرك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام– وهو يصف الزوجة الودود العؤود التي إذا غضب زوجها أو أغضبها زوجها وضعت يدها في يده وقالت: (لا أذوق غمضًا حتى ترضى)، فحاولي الاعتذار لزوجك، وكرري المحاولات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وعلى الزوج أن يستجيب، وأن يقبل الاعتذار، وأظهري له بعد ذلك من البعد عن ذلك الأمر الذي أغضبه إلى ما يُرضيه، والمرأة الذكية العاقلة (مثلك) تعرف الأمور التي لا يرضاها الزوج فتتجنبها وتتفادها، كما قالت زوجة شُريح القاضي ليلة بناءه بها: (ماذا تُحب فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه؟).
حقيقة نحن نتمنى من الرجل أيضًا أن يسأل زوجته هذا السؤال فيتفادى الأمور التي تُثير غضبها والتي لا تُعجبها؛ لأن الزوج والزوجة ينبغي أن يتسابق كل منهما في الإحسان إلى الآخر رغبة في الثواب الذي أعده الله تبارك وتعالى، فإن خير الأصحاب لصاحبه عند الله خيرهم لصاحبه، وقد أُمر كل منهما بالعشرة بالمعروف، ونبشرك بأنك مأجورة على المحاولات، ومأجورة على صبرك، وكثير من الزوجات يدخلن الجنة بصبرهنَّ على الأزواج وبإحسانهنَّ إلى الأزواج، وكذلك كثير من الأزواج يدخلون الجنة ويفوزون برحمة الرحيم بإحسانهم للزوجات وبصبرهم على الزواجات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يُليّن قلب هذا الزوج، وأسعدنا أنك تتوجهين إلى الله؛ لأن قلب الزوج وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وسيأتي اليوم الذي يسعدك هذا الزوج ويجتهد في إرضائك، ويجتهد أيضًا في معرفة قيمتك وفضلك.
على كل حال فأنت مأجورة على هذه المحاولات، ونحن سعداء بهذا الحرص الذي حملك للكتابة إلينا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع عل ى طاعته، ثم إنا ندعوك أيضًا إلى تفادي كل الأمور التي يمكن أن تُغضب الزوج، والعاقلة تقدم رضا زوجها على رضاها، وهواه على هواها، فكوني لزوجك أرضًا يكن لك سماءً، وكوني له أمَةً يكن لك عبدًا، واجتهدي في إرضائه، واعلمي أن الإنسان يُحسن إلى الشريك، وأن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد والنجاح، ونسأل الله أن يلين قلب هذا الزوج، وأن يرده إلى الحق والصواب، وأن يجعله يعفو ويصفح ليعفوَ الله عنه، ويغفر له الغفور سبحانه وتعالى!