هل يمكن إضافة الشباب على الفيسبوك لمتابعة مواضيع محترمة؟
2013-07-04 03:54:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم التحدث مع شباب ولكن الحديث يكون محترماً لا يدخل الحرام؟ وما حكم إضافة أصدقاء ذكور في الفيس بوك دون التحدث معهم على الخاص، وإنما للمشاركة ومتابعة المواضيع التي تنشر على الصفحة الرئيسية لإبداء التعليقات والإعجاب؟ مع العلم أن المواضيع التي تنشر محترمة، دينية واجتماعية ..الخ، أي ليست بإطار الحرام، فأنا لم أقم بإضافة أصدقاء من الشباب لكن تردني طلبات، وألاحظ بعض صديقاتي يضفن شباب ولكن ينشرن مواضيع مفيدة، وبهذا يتعرفن على الرجال.
نرجو منكم الإجابة، وكيف ننصح من ابتلي بهذا؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا وحرصك على معرفة الحكم الشرعي لما تريدين الإقدام عليه، وهذا دليل على حسنٍ في إسلامك وكمال في عقلك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.
من المعلوم -أيتها الأخت العزيزة– أن الله سبحانه وتعالى لم يأمر إلا بما فيه خير وصلاح، ولم ينهَ إلا عما فيه شرٌ وفساد، فشريعة الله تعالى جاءت لتحقيق مصالح الخلق، ودرء المفاسد عنهم، ومن تلك المفاسد افتتان الرجل بالمرأة وافتتان المرأة بالرجل، فهذه فتنة عظيمة وفساد كبير، ومن ثم جاءت شريعة الله تعالى بسد الأبواب الموصلة إلى هذه الفتنة، وقطع الذرائع المتسببة في حدوثها، فحرم الله عز وجل نظر الرجل إلى المرأة، وحرم على المرأة إبداء زينتها، وأمرها في كتابه العزيز بأن تتكلم إذا تكلمت مع الرجل بغير خضوع ولين، حتى لا يكون كلامها سببًا لافتتان من في قلبه مرض –أي مرض الشهوة-.
كل هذه التعليمات والتنبيهات، المقصود منها إعانة الإنسان المسلم والمرأة المسلمة على تجنب الوقوع في حبائل الشيطان، والله عز وجل أعلم بنا من أنفسنا، وأرحم بنا من أنفسنا، فما شرعه الله عز وجل لنا فهو مقتضى العلم والحكمة والرحمة، وقد حذرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم من اتباع خطوات الشيطان بقوله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}، والنبي -صلى الله عليه وسلم– في أحد المواقف العظيمة وهو في حجّه -عليه الصلاة والسلام–، رأى ابن عمّه الشاب ينظر إلى النساء فصرف وجهه إلى الشق الآخر، فلما سأله عمّه قائلاً له: لماذا صرفت وجه ابن عمّك؟ أو (لماذا لويت عنق ابن عمك يا رسول الله؟) فقال -عليه الصلاة والسلام-: (رأيت شابًا وشابّة فلم آمن عليهما الشيطان).
فإذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم– لا يأمن الشيطان على الشاب والشابة، وهما في أطهر البقاع ويؤديان عبادة عظيمة -الحج– في خير الأجيال على الإطلاق، فما بالك بمن بعدهم ومن ورائهم؟! ومن ثم فلا ينبغي أبدًا الركون إلى الثقة بالنفس، والاعتماد على ما فيها من الخير وعلى ما رُبينا عليه من الفضيلة والأخلاق، لا ينبغي أبدًا الاعتماد على هذه المرتكزات والثقة بها لنتجاوز ما حدَّه الله تعالى لنا، فإن فتنة الرجل بالمرأة فتنة عظيمة، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، والتواصل والمراسلات بين الشباب والفتيات عبر الوسائل الحديثة قد ثبت يقينًا أنها من أعظم وسائل الفساد، ومن أكبر الذرائع المؤدية إلى الوقوع في معاصي الله تعالى، وكثير من الفتيات وكذلك الشباب يندمون حين لا ينفع الندم.
ومن ثم فالوقوف عند حدود الله تعالى في هذا الباب أمر في غاية الأهمية، ومن تلك الحدود: منع الحديث بين الشاب والشابة إلا للحاجة، وبشرط أن يكون بعيدًا عن كل أسباب الريبة أو ذرائع الفتنة، ولهذا نصَّ فقهاء المسلمين على منع تسليم الرجل على المرأة، وعلى منع ردِّها السلام، كل ذلك لأن ذلك الكلام والحديث يجر إلى ما بعده، فما فعلته أنت من الامتناع عن إضافة الشباب هو خير ما قمت به، وينبغي أن تناصحي زميلاتك وأخواتك ليسلكن الطريق نفسه، واحذري أن تتأثري بهنَّ، وخذي أسوة من النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فإنهنَّ خير من يعينك على الثبات على الحق.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.